هل ينجح المعرض بلا جمهور؟
هل ينجح المعرض بلا جمهور؟

هل ينجح المعرض بلا جمهور؟

بعد أن تمسّك منظّموه بخيار إقامته هذا العام خلافاً لمعظم معارض الكتاب في العالم، وفي أوروبا خاصةً، التي آثرت التأجيل بسبب تفشّي فيروس كورونا، ينطلق اليوم الأربعاء “معرض فرانكفورت الدولي للكتاب” في المدينة الألمانية التي يحملها اسمها (420 كلم جنوبي غرب برلين)، ويتواصل حتى الثامن عشر من الشهر الجاري.

يُقام المعرض بفعاليات في فرانكفورت، لكن قاعات العرض ستبقى فارغة، بحسب رؤية استندت إلى إنشاء مفهوم رقمي شامل عبر مركز بث افتراضي يتوّجه إلى جميع أنحاء العالم، بالإضافة إلى تظاهرة لا مركزية تأخذ في الاعتبار احتياجات التوزيع والحقوق، لكنه يركز أيضاً على الكتب والمؤلفين.

التوّجه الرقمي انسحب كذلك على حفل الافتتاح الذي أقيم أمس الثلاثاء، بمشاركة نحو مئتين وخمسين شخصاً، حيث تم عقده عبر الإنترنت فقط، كما ستجري متابعة الندوات على مسرح القناة الأولى في التلفزيون الألماني (أ. إير. دي) عبر البث المباشر.

وأشار بورغن بوس، مدير المعرض، في حديث صحافي، إلى أهمية اختبار الرقمنة في هذه الدوة وأثرها الاقتصادي وفي التفاعل مع الجمهور، مع إمكانية استمرارها مستقبلاً، لكن الأولولة هي للعودة إلى اللقاء الوجاهي الذي يتيح الحضور الشخصي للزوّار والضيوف، حسب تعبيره.

تُقام الدورة عبر مركز بث افتراضي يتوّجه إلى العالم

لا يغيب البعد السياسي والحقوقي عن المعرض، مع تسلّم المحامي وكاتب الرأي اليمني عبد الرحمن الزبيب “جائزة رائف بدوي للصحفيين المميزين والشجعان” في نسختها السادسة اليوم الأربعاء، والتي تأسّست عام 2015 من قبل “مؤسسة فريرديش نويمان” و”اتحاد تجارة الكتب” في ألمانيا تكريماً للكاتب والناشط السعودي الذي حكمت عليه سلطات بلاده بالسجن عشر سنوات عام 2012 على خلفية انتقادة “هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر” السعودية.

وفي هذ السياق، يستضيف المنظّمون مؤلفين ونشطاء ديمقراطيين من هونغ كونغ في فعاليات رقمية، لتقديم آرائهم المعارضة ضدّ فرض الصين قانوناً أمنياً خاصاً في الإقليم الذي يتمتّع بالحكم الذاتي، ومن هولاء جوشوا وونغ الذي قاد العديد من المظاهرات والاحتجاجات في هونوغ كونغ ونشر الكثير من المقالات حول ذلك، كما تم تحويل البرنامج الذي ينظّمه المعرض مع وزارة الخارجية الألمانية إلى المجال الرقمي من خلال إنتاج مناقشات سياسية ستعرض هذا العام.

يشارك في المعرض حوالي 4400 عارض رقمي من أكثر من 100 بلداً في هذه الدورة التي تحلّ كندا ضيف شرف عليها، وقد فرض التحوّل الرقمي دعماً من قبل الحكومة الألمانية للتظاهرة بمليوني يورو. واشتملت المشاركة الكندية على عشرين فعالية تحت شعار “التعددية الفردية”، وتتضمّن حضور عازفة البيانو ألكسندرا ستريليسكي، وفنانة الهيب هوب هافياه مايتي، والمغنية وكاتبة الأغاني ليلا غيلداي.

كما تُقام محادثة تستمر ستين دقيقة مع الروائية الكندية مارغريت أتوود (1939) التي تُعدّ من أشهر الكتّاب الكنديين خارج بلادها من خلال مؤلّفاتها في حقول متعدّدة مثل الرواية الشعر والروايات المصورة والدراسات الأدبية والمقالات.

يتسلّم الكاتب اليمني عبد الرحمن الزبيب “جائزة رائف بدوي” اليوم

كما أُعلن عن ترجمة مئتي عنوان من الكندية إلى الألمانية ويتوقّع ترجمة المزيد حتى نهاية العام المقبل، مع تنظيم العشرات من المعارض المخططة للترويج للثقافة الكندية في جميع أنحاء ألمانيا والبلدان المجاورة الناطقة باللغة الألمانية طوال هذه الفترة، وتُعرض ثلاثة أفلام وثائقية أُنتجت خصيصاً للمعرض تتناول الأدب والثقافة في كندا وتاريخها، وتقام افتراضياً عدّة جلسات حول سوق النشر وحقوق الملكية في كندا بمشاركة فلورنس بيتش، وجانين يون، ومايكل تامبلين، وسيمون دي جوكاس.

من جهة أُخرى، أدرج المعرض ضمن أنشطته برنامجاً بعنوان “أصوات عربية” وهو مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي، سيقتصر إصداره الأول على الأعمال المنشورة من خلال دور النشر المصرية، على أن تمتد الإصدارات التالية لتشمل إصدارات مختلف دور النشر العربية.

وتضم القائمة المختارة اثنين وثلاثين عملاً؛ من أبرزها روايات “صليب موسى” لـ هيثم دبور، و”الوصايا” لـ عادل عصمت، و”بيت القبطية” لـ أشرف العشماوي، و”أطياف كاميليا” لـ نورا ناجي، و”غيوم فرنسية” لـ ضحى عاصي”، و”إيقاع” لـ وجدي الكومي.

شاهد أيضاً

مقتطف من كتاب

يقول الأديب عبد الرحمان منيف في روايته “الأشجار واغتيال مرزوق”: “إن الحياة قصيرة لدرجة أن …