RemasterDirector_V0

بين ماموريتين (نقلا عن صفحة سيد محمد على الفيس بوك)

 

إذا استنكح هاجس الأمن عقل الحاكم فإنه سيقيّده.
فيظل يراعي خواطر الجنرالات المتغولين ولن يغنوا عنه من الله شيئا

وإذا حكم الحاكم بعقلية ابن المشايخ مراعيا الزعامات والمشيخات التقليدية في التعيين والتوظيف، وتدوير المفسدين، فسيرجع بالبلد عصورا إلى الوراء، وسينتاب المواطنين ذلك الشعور الموجع للقلب وهو الشعور بالغبن والتهميش.

وإذا أخلد الحاكم إلى الدعة وتجنب موجبات الصداع وتهيب الخوض في الهموم، وانتهج سياسة النعامة فلن يتقدم الوطن ذراعا ولا باعا.
فالحكم تكليف لايفضي إلى الدعة ولا إلى الراحة بل هو من الأمانة التي عرضت “على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها”

لقد انقضت مأمورية الدعة والراحة بأعوامها الأربع حَملًا وفِصالا ورضاعا وفطاما وبلغت مواليدها السعي.
سمعنا الكثير من الجعجعة ولم نرَ طحنا
سنوات أربع مرت من ضياع هيبة الدولة والوعود الخلب وتدوير المفسدين وتكميم الأفواه
الحاكم لا ينتقد ولا يسأل عما يفعل فمنطقه هو:
فَإنَّ الْماءَ ماء أبي وَجَدّي :: وَبِئْري ذُو حَفَرْتُ وذُو طَوَيْتُ

ونحن نستشرف المأمورية الثانية فإن أمام الحاكم فرصة ذهبية كي يسمع نداء الخَيام:
أفِقْ خَفيفَ الظِلِ هذا السَّحَر :: نادَى من الغيبِ غُفاةَ البَشرْ
هبّوا املأوا كأس المنى قبل أن ::تملأ كأسَ العمْر كفُّ القدر
فما أطال النّومُ عمْرًا ولا :: قصّر في الأعمار طولُ السّهر

تسعة جنرالات بينهم فريقان سيتقاعدون هذا العام 2023، ولم تتم ترقية أي ضابط جديد لرتبة جنرال وهذه فرصة ذهبية للسير بالبلاد نحو تعزيز الحكم المدني وإبعاد العسكر وترسيخ القيم الديمقراطية والتبادل السلمي وما يتبع ذلك من حسن الحكامة والحكم الرشيد والخروج من الحلقة المفرغة التي أدخلنا فيها العسكر منذ أزيد من أربعين عاما، استولوا فيها على مقدارات الشعب فظلت موارد الدولة دُولةً بينهم فاشتروا الإبل والقطع الأرضية وتبطّنوا الكواعب وبنوا القصور في الداخل واشتروها في الخارج ودرّسوا أبناءهم في الخارج وتعالجوا وعالجوا ذويهم في الخارج على حساب المحرومين والمغلوبين على أمرهم
فهلا رحلوا بعدما بشموا ونفدت العناقيد ؟!

فرصة ذهبية أمام الحاكم في مأموريته الثانية التي لا مأمورية له بعدها لكي يتدارك ما أفسدته الأولى من تهاون وتدوير للمفسدين وتعهدات لم تر النور.
وليعلم أن التاريخ لايرحم ولا يغرنه ثناء قلم يبول النفاق ويتقيأ التملق
ولا ثناء ذمةٍ مشتراةٍ تحترف الزيف وتمتطي المحاباة.
فزيادين (النخبة) أدهى وأمر من زيادين العامة.

مشكلة الحكام لدينا أنهم لا يستفيدون من التاريخ، خاصة التاريخ القريب المعيش فـ “جوقة العميان” ماتزال تلحن ذات (اتهيدينَ) الممجوجة من عهد المختار ولد داداه مرورا بهيدالة ومعاوية واعل وعزيز وصولا إلى غزواني، لاذمة تنهى ولا زاجر.
اتهيدينَ ممجوجة بذات الطعم الآسن وإن تغيرت الأكواب

ولايزال الحاكم عندنا يغتر بتلك النداءات الخفية الخادعة التي يرسلها كرسي الحكم للجالس عليه بأنه الوحيد المخول للحكم وبأنه مِنّة من الله أرسلها لهذا الشعب المسكين لإنقاذه وأنه المخلص والقائد المُلـــ (هَمْ).

حتى إذا تردّى إلى قاع مزبلة التاريخ أدرك كم كان مخدوعا وواهما
وقال ياليتني قدمت لحياتي..

كامل الوهم

شاهد أيضاً

كلام من ذهب

قال الاب ناصحا ابنه : ياولدى في حياتنا جريمه واحده وهى..القتل..ابتعد عنه.. نظرالولد الى ابيه …