بسم الله الرحمن الرحيم
لقد رحل عن عالمنا الفاني رجل عظيم و قامة شامخة هو العلامة حمدا ولد التاه لا نزكيه على الله
لقد عرفت العلامة حمدا عن قرب في الوقت الذي كان فيه مديرا للتوجيه الإسلامي بوزارة العدل والشؤون الإسلامية وكنت حينها أول رئيس للجنة الوطنية لمراقبة الأهلة و بهرني ما يتمتع به من مزايا و خصال حميدة متنوعة فقد كان جم التواضع حسن الأخلاق حلو الشمائل مرهف الحس موطأ الأكناف ممن يألفون ويؤلفون ممن ورد فيهم الحديث الذي أخرجه الإمام أحمد في مسنده < إنَّ من أحبَّكم إليَّ وأقربَكم منِّي منازل يوم القيامة أحاسنكم أخلاقًا إلى آخر الحديث أو كما قال صل الله عليه وسلم فالمتحدث عن الشيخ حمدا رحمه الله تتسابق إليه الخصال فلا يدري بأيها يبدأ مثل ظباء خراج أو خداج هل نتحدث عن أدبه بمعانيه المختلفة و عن تعبيره للمرائي و عن طول باعه في علم الكلام كالمنطق مثلا كبرى شكله و صغراه أم عن عبقريته في الفتوى و دماثة أخلاقه التي هي نقيض أخلاق الثقلاء الذين تناولهم في أدبه فقد كان رحمه الله كريما سخي النفس واليد يؤثر إيجابيا في محيطه بسهولة و يسر و أذكر مرة أثناء جلسة للجنة مراقبة الأهلة أن أحد المواطنين أتصل و هاجم اللجنة فأجابه الشيخ حمدا قائلا : يا إخوان لا تنسو أن هلالنا أبيض و لاشك أنه يتمتع بسر أهل العاقل الكرام الذي فسره هو بأنه قبول الآخرين و في الأخير نعزي أسرة أهل العاقل الكرام بالعزاء النبوي الشريف (( آجركم الله في مصابكم وغفر لميتكم وأخلفكم خيرا منه )) (( نالت بذا الحديث أم سلمه*** زواجه و هو الذي قد علمه )) و نختم حديثنا بقوله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ) إلى آخر الآيات