كتب في مطلعها قائلا :
كان رجلا عجوزا يصيد السمك وحده في قارب عريض “في تيار الخليج”، و كان قد مضى أربعة و ثمانون يوما من غير أن يفوز بسمكة واحدة . و في الأيام الأربعين الأولى كان يصحبه غلام صغير . حتى إذا قضى أربعين يوما من غير أن يوفق إلى صيد ما ، قال والدا الغلام لابنهما إن الشيخ منحوس نحسا لا ريب فيه و لا برء منه ، و سألاه أن يعمل في قارب آخر ، و فور ما بدأ العمل الجديد ما لبث أن فاز بثلاث سمكات رائعات في الأسبوع الأول . و قد أحزن الغلام أن يرى الشيخ يرجع كل يوم خالي الوفاض ، فكان ما يفتأ يمضي للقائه و يساعده في حمل صنانيره الملتفة أو حربة الصيد ، و الشراع المطوي حول السارية . و كان الشراع مرقعا بأكياس دقيق عتيقة ، فهو يبدو و قد طوي على هذه الشاكلة أشبه ما يكون براية الهزيمة السرمدية ! ”
و لكن حياة “هيمينغواي” لم تكن بتلك الروعة التي تميز روايته، بل كانت حياة مؤلمة إلى درجة لا تطاق :
” شارك في الحربين العالميتين الأولى و الثانية و نجا منهما ! كذلك نجا من السرطان ، و الملاريا ، و السكري ، و فقر الدم ، و كسر في الجمجمة و العمود الفقري ، و نزيف في الكلي و الكبد ، و تحطم الطائرة مرتين .
و في الحادية و الستين من عمره انتحر ! فما الذي يدفع محاربا جلدا أن يستسلم نهاية المطاف ؟!
إننا أحيانا ننهار لأننا كنا أقوياء أكثر من اللازم .”