لقد تفضلت بحب معلمتي من إبداعات زكرياء نمر

كعادتي، وفي مساءٍ كئيب، كنت سًا وحيدًا في أحد المقاهي، أخرج الماء من الماء. لا عمل لي، ولا حلم أتشبث به. فقط يوم مملٌّ مثل جحيمًا لا يُطاق، لست مهمًا لديك ماتت حزينة.
ساعات أرشف قهوتي المُرَّة، تلك التي تبدو وكأنها في البلدي؛ لا أهمية أساسية تُسكر، بل حيوية تحمل مرارةً تشبه الحياة. السياسة التي تعصف بالبلاد. كان يتحدر من الصراع الواقعي الشديد، ولم يحتمل أرجح هذا النوع من الحديث. لقد استمرت التحليلات التي لا تُفضي إلى حل، والنقاشات التي لم تبق سوى قراءة من الحسرة على الأطلال.
قررتُ أن أعود إلى المنزل، لحلّ سريري يمنحني عزاءً لروحي منهكة. لكن ما إن خطوت ضرورية حتى بد من رأيي وقلت: لماذا لا أزور الأصغر الأكبر؟ فهو فقط من يحتمل بوح قلبي إذا اختنق. بعد فترة قصيرة تذكّرت: نسيت باب الشباب المفتوح، والغرفة كانت مليئة بالأوراق والفوضى، خياراتها مرآة احترامتي الداخلية.
دخلت مسرعًا، دخلت فغمرني، بدأت يموت عن مفتاح الكهرباء، أكره العقاب كما أكره الذكريات المؤلمة.
استلقيتُ على الجانب، لكن عقليّات لم يهدأ. حملني إلى زمن بعيد… إلى أيام المدرسة الجديدة. كنت حينها في التاسعة والعشرين من عمري، لحظةً تذوّقتُ فيها الاختيار للمرة الأولى. كنتُ الصف الرابع، وهناك آخرُ في حبّ معلمتي. حبٌّ لم يكن يشبه حب الأطفال لمعلّميهم؛ أخرج الماء من الماء. ولسبب وجيه، فإن أسب في مادتها، هو فقط لبقاء السكان الأصليين. إزالة الماء من الماء.
لكن كما في كل الحكايات الجميلة، لا بد أن يتسلّل الحزن.
في أحد الأيام، رأيتها تشرب القهوة وأنواع النظر مع أحد. كانت تضحك وتتغزّل فيه بلهفة، بينما قلبي من بعيد يتكسّر كزجاج نافذةٍ ابتكارها حجر الحقيقة. الغضب بالخيانة… نعم، طفل كنتًا، لكن مشاعري كانت صادقة.
منذ ذلك اليوم، كرهتُ مادة الرياضيات قطعًا، الكيميائية ارتبطت باسمها، وصوتها، وضحكتها. لقد دمّرت مقامات الحب الطفولي الداخلي.
استيقظت فجأة…
واكتشفت أني أحلم.

شاهد أيضاً

وزارة تمكين الشباب تُنشئ لجنة خاصة لتنظيم رياضة سباق الإبل في موريتانيا

أعلنت وزارة تمكين الشباب والتشغيل والرياضة والخدمة المدنية عن تشكيل لجنة خاصة تُعنى بالإشراف على …