في أحد أيام العمل توجهت إلى المؤسسة أستغل سيارتي الخاصة المعفاة من الرسوم الجمركية تقديرا لمكانتي وتثمينا لمهنتي كمدرس، صادفت نقطة تفتيش على الطريق فقدمت لها بطاقتي المهنية البيومترية الجميلة التي تحمل شعار الجمهورية الإسلامية الموريتانية والتى تكسبني احتراما وتقديرا لدى السلطات الإدارية والأمنية، فسمحوا لي بالمرور بعد تقديم التحية، واصلت طريقي إلى الثانوية…ولما وصلت باب المؤسسة بادر البواب مسرعا بفتح الباب على مصراعيه وقدم تحية احترام وتقدير، ركنت سيارتي في المكان المخصص لها إلى جانب سيارات الأساتذة وعمال الإدارة، نزلت من السيارة أحمل محفظتي الجميلة المقدمة من الوزارة في إطار علاوة التجهيز مع بعض الأدوات والمستلزمات، ثم توجهت إلى مكاتب الإدارة ، سلكت ممرا مرصعا بأنواع الفخار، تحفه الأشجار الجميلة ذات الزهور الفواحة، تفاجأت بنظافة المكاتب وتجهيزاتها الحديثة والراقية، جلست على مقعد مريح وتبادلت مع المدير التحية, ثم توجهت إلى قاعة الدرس، فوجدت التلاميذ قد أخذوا مقاعدهم في هدوء تام، وقفوا لتقديم التحية وأمرتهم بالجلوس، أدهشني جمال القاعة المكيفة والمصابيح المشعة ، وكل التجهيزات الجميلة، تفاجأت بجلوس أبناء الموظفين السامين إلى جانب أبناء الحمالة وبائعي الرصيد، شعرت بمشروع المدرسة الجمهورية يتجسد على أرض الواقع .
قدمت درس العلوم الطبيعية الذي كان يطلق عليه درس Sciences Naturelles باللغة العربية ،فوجدت سهولة في التوصيل وتجاوبا وتفاعلا أكبر من التلاميذ،
دق جرس معلنا نهاية وقت الدوام الرسمي فخرج الجميع وتوجه إلى مطعم الثانوية ، توجهت إلى الجناح المخصص للأساتذة رفقة بعض الزملاء ، كانت الوجبات المقدمة تشبه تلك المقدمة في الأيام التشاورية ، بعد وجبة الغداء سيعود البعض لحصص الأعمال التطبيقية وسيغادر البعض، أثناء خروجنا وصلتني رسالة نصية من البنك تشعرني بتزويد حسابي بالراتب، تفاجأت بالزيادة الكبيرة على الراتب ، وأخذت أفكر في الخدمات المقدمة للمدرس، مجانية الماء والكهرباء، مجانية العلاج ، علاوة التأثيث وعلاوة الأعياد….فجاة سقط هاتفي وتكسرت شاشته، فاستيقظت من نومي،، كان حلما جميلا أرجو أن يتحقق مع نهاية مراحل الإصلاح.
#هدى بنت باباه#