Screenshot

داوود يرد على بيجل

ليس من طبيعتي الرد على ما ينشر في الفضاء الافتراضي ، و لم و لن أعتمد هذا الفضاء المجنون ساحة للنقاش ، خاصة إذا كان النقاش جديا . لكن الرئيس بيجل ولد هميد عندما يذكر إسمي في تدوينة ، يكون من المكابرة أن لا أعتبرها وساما يمكن الاعتزاز به ، نظرا لما للرجل من مكانة اجتماعية وسياسية يعترف بها الجميع . لذلك ، كان لا بد من توضيح بعض الأمور :
البيظان بالنسبة لي مجتمع واحد .
والثقافة البيظانية هي المعيار الأهم للانتساب لهذا المجتمع ؛ أي أن كل من يتكلم الحسانية ويلبس الدراعة و يستمع إلى التيدينيت فهو بيظاني . و لهذا ، أعتبر ولد ابن المقداد و فريد و ولد يحيى انجاي من أهم رموز البيظان.
الحرطاني تسمية طبقية مثل العربي و الزاوي و ايكيو و لمعلم وازناكي…إلخ.. و لكل منهم الحق في تسلق سلم السيادة الاجتماعية . و الأمثلة أكثر من أن تحصي . و ليس هناك أدل على ذلك أكثر من مكانة بيجل و أسلافه في ولاية الترارزة و التي لا يمكن لأي تروزي مهما بلغ من المكابرة إلا أن يسلم بها ، كما أن كل الاسماء الحرطانية التي ذكرتم في التدوينة لم يعترض أي كان على مكانتهم و لا على الأدوار التي قاموا بها كل من موقعه . و هنا ، لابد أن أذكركم أن المجتمع البيظاني والذي يعتبر موغلا في التصوف لم يقرن تسمية *الولي* إلا بشخص واحد هو خالد الذكر ((بلال الولي)) . و قد تتلمذ عليه الكثير من أعيان الزوايا والعرب ويعتبر قبره اليوم من أهم المزارات في البلاد. كما أن من أهم دفعات الضباط التي تخرجت من المدرسة العسكرية في أطار ، كانت على اسم الضابط البطل انتاجو ولد السالك الذي استشهد في معركة أركميم و هو حرطاني أنتمي وإياه لنفس الحاضنة الاجتماعية.

*السيد الرئيس* ،
لابد أن أنبهكم ، حول ما أشرتم إليه بخصوص تصريح متلفز في مناظرة أجريتها في وقت كان مجتمع البيظان على حافة الانقسام والتشرذم ، لأسباب يضيق المقام عن ذكرها ، إلى أنَّ ما قلته حينها كان محاولة أعتبر أنني قمت فيها بدور إيجابي ومطلوب ،كما ألفتُ انتباهكم إلى أن عبد الله بن ياسين الجزولي المتوفي سنة 1059 المؤسس لدولة المرابطين ( قبل أخذ أول صورة في تاريخ البشرية سنة 1839) ، كان وسيبقي عظيما و لا عبرة بلونه لأنكم سيدي الرئيس ، الدليل الحي على أن اللون في مجتمع البيظان لم يميز أو يمنع تميز أي مُستحِق رغم حمولة الذاكرة بما يسيء إلى البشرية في كل مكان من العالم ، من خزعبلات التفاوت في الأعراق و الدماء و الأصول ، حصره الإسلام في التقوى ، ليصرخ بها الفاروق عاليا “ضاع النسب” ..

لا شيء يمنع الحرطاني و لا غيره في مجتمع البيظان من أن يكون محل إجماع في الفضل والرئاسة و لم يشهد مجتمع البيظان ـ حسب علمي ـ إجماعا في تاريخه ، أكبر من إجماع جبهة الدفاع عن الديمقراطية على الزعيم مسعود ولد بلخير، بما يفند كل ما يمكن أن يقال في هذا المجال .

و لا علم لي في الاخير ، بمن تتجسد في أخلاقه و مواقفه و التزامه سجايا البيظان أكثر من الرئيس بيجل ولد هميد أطال الله عمره . و كل قناعتي أن لا خوف على لحمة موريتانيا بوجود أمثاله لأن بيجل خلق مدرسة في الوطنية لا تخفى آثارها في سلوك أبناء منطقته … الوطن يحتاج نشرها في كل جهاته.

داوود ولد احمد عيشه
رئيس حزب نداء الوطن

شاهد أيضاً

تدشين تعمير مدن التازر

أطلق رئيس الجمهورية، محمد ولد الشيخ الغزواني، مساء اليوم في ملعب ملح بنواكشوط الشمالية، برنامج …