الهضاب إنفو موقع إخباري مستقل
”كيف تقرر : أدوات بسيطة لاتخاذ خيارات أفضل”
هل تجد نفسك أحياناً عالقاً بين خيارات متعددة، غير قادر على اتخاذ القرار بسرعة؟ “كيف تقرر” هو كتاب يقدم لك أدوات تساعدك على اتخاذ قراراتك بطريقة مدروسة وفعّالة، سواء كانت هذه القرارات بسيطة أو مصيرية. الكاتب لا يقدم وصفة سحرية، ولكنه يرشدك إلى كيفية التفكير بشكل منطقي ومحدد، مع الأخذ بعين الاعتبار الوقت والجهد الذين يمكن توفيرهما.
1. أهمية القرارات السريعة:
في حياتنا اليومية، هناك قرارات لا تحتاج إلى التعمق في التفكير. والكتاب يقترح ثلاثة اختبارات بسيطة يمكنك استخدامها لتحديد ما إذا كان القرار يستحق المزيد من الوقت أو يمكن اتخاذه بسرعة.
اختبار السعادة:
فكر في تأثير القرار على سعادتك بعد أسبوع من الآن. إذا كنت تختار بين أشياء مثل ماذا ستأكل أو ماذا سترتدي، اسأل نفسك: “هل هذا القرار سيؤثر على سعادتي بشكل كبير خلال الأسبوع القادم؟” إذا كانت الإجابة لا، فاتخذ القرار بسرعة وبدون تردد.
على سبيل المثال، إذا كنت تحتار بين تناول السلمون أو التونة، تذكر أن الأثر على سعادتك سيكون بسيطاً للغاية، مما يعني أن القرار لا يستحق التفكير المطول.
اختبار الخيار الوحيد:
عندما تواجه خيارين أو أكثر يلبيان احتياجاتك، فلا تقضي الكثير من الوقت في محاولة تحديد الأفضل. اسأل نفسك: “إذا كان هذا الخيار هو الوحيد المتاح، هل سأكون سعيداً به؟” إذا كانت الإجابة نعم، فلا تضيع وقتك.
مثال على ذلك: إذا كنت تختار بين قضاء عطلتك في باريس أو روما، وكلاهما خيار رائع، توقف عن البحث وقرر بسرعة، لأن الوقت الذي ستوفره يمكن استغلاله في الاستعداد للعطلة.
اختبار الباب ذي الاتجاهين:
القرارات ليست دائماً نهائية. جيف بيزوس يشير إلى أن هناك قرارات تشبه الأبواب ذات الاتجاهين؛ يمكنك العودة من خلالها إذا لم تعجبك النتيجة. اسأل نفسك: “ما تكلفة التراجع؟” إذا كانت التكلفة منخفضة، فلا تخف من اتخاذ القرار بسرعة.
2. متى يجب التريث؟
هناك قرارات تحتاج إلى التفكير والتروي، خاصة إذا كان لها تأثير كبير على حياتك أو إذا لم يكن هناك خيار واضح يلبي احتياجاتك. في هذه الحالات، عليك جمع المزيد من المعلومات وتحديد أهدافك بدقة. على سبيل المثال، إذا كنت تفكر في تغيير وظيفتك، يجب أن تدرس الخيارات المتاحة وتحدد توقعاتك حول النجاح في الوظيفة الجديدة.
3. كيفية تحديد الأهداف:
القرارات الكبيرة تعتمد بشكل أساسي على تقدير المستقبل. الكتاب يوضح كيفية وضع أهداف واضحة تساعدك على اتخاذ القرار الأنسب:
تحديد المحصلة الناجحة:
حدد معياراً واضحاً للنجاح. إذا كنت تفكر في تغيير وظيفتك، قد يكون معيار النجاح هو عدد السنوات التي تتوقع أن تبقى فيها في الوظيفة الجديدة.
وضع حدود تقديرية:
قم بتحديد أفضل تخمين لديك (نقطة الهدف)، ثم ضع حدوداً عليا وسفلى لتوقعاتك. على سبيل المثال، إذا توقعت أن تبقى في الوظيفة الجديدة لخمس سنوات، قد تضع حداً أعلى لعشر سنوات وحداً أدنى لثلاثة أشهر.
توثيق المعلومات:
استخدم مفكرة خاصة لتدوين كل ما تتعلمه أثناء بحثك وجمعك للمعلومات. توثيق هذه المعلومات يساعدك على مراجعة أسباب قرارك لاحقاً بثقة، حتى إذا لم تكن النتائج كما توقعت.
4. متى تتوقف عن البحث؟
جيف بيزوس يقترح أن تتخذ قراراتك عندما تكون قد جمعت حوالي 70% من المعلومات التي كنت تأمل في الحصول عليها. انتظار المزيد من المعلومات قد يكون مضيعة للوقت دون فائدة حقيقية.
خلاصة:
الكتاب يبرز أهمية استخدام اختبارات مثل اختبار السعادة واختبار الخيار الوحيد واختبار الباب ذي الاتجاهين لتبسيط عملية اتخاذ القرار. كما يشدد على أهمية التروي في القرارات المصيرية ووضع أهداف واضحة لتقدير النتائج المحتملة.
تذكّر دائماً أن القرارات ليست مجرد خطوات تتخذها، بل هي عملية مستمرة من التفكير والتقييم. باتباع هذه الأدوات، ستصبح أكثر حسمًا وفعالية في إدارة حياتك.
