دانت الهيئة الوطنية للمحامين لحادثة وفاة الناشط الحقوقي الصوفي ولد الشين، أثناء احتجازه داخل إحدى مفوضيات الشرطة بالعاصمة نواكشوط، وقالت إن المعني “نقل ميتًا إلى المستشفى بعد ساعات من وصوله إلى المفوضية”.
وقالت الهيئة في بيان صحفي صادر اليوم السبت، وموقع من طرف المحامي إبراهيم ولد أبتي، إن الصوفي ولد الشين “اعتقل من طرف مفوضية دار النعيم 2، تنفيذا لمحول صادر عن وكيل الجمهورية في نواكشوط الشمالية، استجابة لشكاية تقدم بها أحدُ المواطنين، رغم كونه من ساكني الرياض”.
وقالت الهيئة الوطنية للمحامين إن وفاة ولد الشين فاجأت أسرته والرأي العام والسلطات العليا “بسبب خطورة وبشاعة الواقعة، المتمثلة في موت معتقل في مخافر الشرطة، أو في طريق نقله إلى المستشفى في ظروف مريبة”.
مطالب النقابة
الهيئة الوطنية للمحامين قالت إن الواقعة تستدعي “الإدانة الشديد”، ولكنها طالبت في السياق ذاته “بتحقيق شفاف يكشف ظروف الوفاة، ويحدد المسؤولين من أجل متابعتهم قضائيا طبقا للقانون”.
وعادت الهيئة لتطالب أيضًا بضرورة “إلزام كل المفوضيات وهيئات البحث والتحقيق بتطبيق القواعد التي تكرسها القوانين الوطنية والمواثيق الدولية التي صادقت علبها بلادنا بشأن حقوق المعتقلين”.
ودعت أيضًا إلى “إلزام كل المفوضيات وكل هيئات البحث والتحقيق بالكف عن وضع العراقيل أمام المحامين الذين يأتون لمؤازرة المشتبه فيهم عملا بقانون مناهضة التعذيب وقانون المحاماة”.
الطب الشرعي
في غضون ذلك، أعلن وزير الصحة الموريتاني المختار ولد داهي، خلال اجتماع بمباني الوزارة صباح اليوم السبت، إن فرقة من الطب الشرعي تتكون من 3 أشخاص، ستعمل على تشريح الجثمان.
وحضر الاجتماع أفراد من عائلة ولد الشين، الذين أكد الوزير أنهم سيواكبون عملية التشريح في كل مراحلها.
وقال الوزير إن “فريق الطب الشرعي سيعمل تحت إمرة الادعاء العام” الذي فتح تحقيقا حول ظروف الوفاة.
وشدد الوزير على أن الهدف هو “استقصاء الحقيقة ولا شيء غير الحقيقة”، على حد تعبيره.
مظاهرة غاضبة
تجمهر عشرات المواطنين، زوال اليوم السبت، أمام مباني مفوضية الشرطة رقم (2) بمقاطعة دار النعيم، وهي التي يعتقدُ أن الضحية كانت محتجزا فيها.
وكان المحتجون يطالبون بكشف ملابسات ما جرى داخل أروقة المفوضية، ويدعون إلى الإسراع في التحقيق وإبعاده عن الشرطة.
في غضون ذلك، تدخلت فرقة من شرطة مكافحة الشغب لتفريق المحتجين، واستخدمت القنابل المسيلة للدموع، ووقعت صدامات خفيفة بين الشرطة والمحتجين.
وأسفرت هذه الصدامات عن إصابة أحد أفراد الأمن، إثر انفجار قنبلة للغاز المسيل للدموع.