ولد الفاظل يعلن ترشحه للنيابيات القادمة

“على بركة الله
توصلتُ خلال متابعتي للعمل البرلماني في العقود الأخيرة إلى خلاصة مفادها أننا لسنا في هذه البلاد بحاجة إلى مزيد من النواب الذين يعتقدون أن مهمتهم تقتصر فقط على نقد الحكومة بقسوة إن كانوا يمثلون أحزابا معارضة، أو التصفيق لها بحماس إن كانوا يمثلون أحزابا داعمة للنظام.
فلو كان النقد القاسي يمكن أن يُحدث تغييرا إيجابيا لحدث ذلك التغيير في هذه البلاد، فمنذ التسعينيات من القرن الماضي ونواب المعارضة يجلدون الأنظمة المتعاقبة، وينتقدونها بقسوة شديدة. ولو كان التصفيق للأنظمة والمبالغة في الإشادة بما أنجزت وبما لم تنجز يمكن أن يحدث تغييرا، لكنا اليوم ننعم بالعيش في بلد من أفضل بلدان العالم، ذلك أن نواب الأغلبية لم يتوقفوا في يوم من الأيام عن الإشادة والمبالغة في مدح الأنظمة الحاكمة على ما أنجزت وعلى ما لم تنجز.
في اعتقادي الشخصي، وهذه هي خلاصة الخلاصة، أن برلماننا بحاجة إلى نواب يعتقدون أن مهمتهم أكثر من الكلام، وسواء كان ذلك الكلام مدحا للحكومات أو نقدا لها.
إننا بحاجة إلى نواب يمتلكون من القدرة ومن روح المبادرة ما يكفيان لاستغلال الثقة التي منحها لهم الشعب بشكل إيجابي، وذلك من خلال إطلاق مبادرات إصلاحية ذات نفع عام من داخل البرلمان.
إن الصراع السياسي في المستقبل، وسواء كان داخل البرلمان أو خارجه، يجب أن لا يبقى صراعا تقليديا بين معارضة تنتقد، ولا تفعل شيئا غير النقد، وأغلبية تُثمن، ولا تفعل شيئا غير التثمين.
إن الصراع السياسي في المستقبل يجب أن يكون بين نخب قادرة على إطلاق مبادرات إصلاحية ميدانية، سواء كانت في الأغلبية أو المعارضة، ونخب تعتقد أن دورها ينحصر فقط على إنتاج المزيد من الكلام، سواء كان ذلك الكلام نقدا قاسيا للأنظمة الحاكمة، أو تثمينا مبالغا فيه لما أنجزت تلك الأنظمة، ولما لم تنجز.
إنطلاقا من هذه الرؤية، فقد قرر كاتب هذه السطور أن يترشح للنيابيات القادمة من ولاية نواكشوط الشمالية، وسيعلن عن ذلك بشكل رسمي وفي الوقت المناسب إن شاء الله.
وإن أتيحت لي الفرصة في دخول البرلمان القادم، فإني أتعهد للناخبين بإطلاق مبادرات إصلاحية من داخل البرلمان، وبتفعيل مبادرات أخرى كنتُ قد شاركت في إطلاقها سابقا، وأصبحت اليوم بحاجة لأن تمثل داخل البرلمان لكي تكون فعالة أكثر .
إني أتعهد في حالة دخولي للبرلمان بالعمل على :
1- إصدار قانون يُفعل المادة السادسة من الدستور الموريتاني، فتفعيل هذه المادة لن يتحقق على أرض الواقع من قبل إصدار ذلك القانون؛
2 – تفعيل حملة “معا لمحاربة الفساد”، وتنظيم مؤتمرها المتعثر، والذي كنا نريده أن يشكل نقطة انطلاقة ميدانية لهذه الحملة؛
3 – إطلاق حملة من داخل البرلمان الموريتاني للدفاع عن حقوق المستهلك في مجالي مراقبة الأسعار وجودة المواد الغذائية والطبية تحت شعار “معا لحماية المستهلك”؛
4 – العمل من داخل البرلمان لتحقيق بعض المطالب العالقة في العريضة المطلبية لحملة معا للحد من حوادث السير”.
نواكشوط الشمالية بتاريخ : 8 رجب 1444 هـ الموافق 30 يناير 2023.

محمد الأمين ولد الفاظل

شاهد أيضاً

ملف العشرية.. النيابة تتساءل حول الرواتب و”الساعات الفاخرة” وعزيز يجيب

تتواصل جلسات استجواب الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز  من طرف محكمةالاستئناف في ما بات يعرف بـ “ملف العشرية”. وبدأ المدعي العام – الثلاثاء- استجواب الرئيس السابق حول عدة مواضيع، حيث سألهعن طريقة تسيير أموره الخاصة في ظل تصريحه بعدم التصرف في الصناديق السياديةبرئاسة الجمهورية ورواتبه طيلة فترة حكمه. وأشار الرئيس السابق أنه بهذا الخصوص حصل على راتب كأول جنرال خدمة وراتب يزيدعلى 6 ملايين أوقية وكانت تحول لحساب السيدة الأولى لمدة 11 سنة وتم تجميد الحساب،مع بدء التحقيق في الملف. المدعي العام أثار قضية “الساعات الفاخرة” التي تحدث عنها ولد عبد العزيز، متسائلا منالأولى بها الخزينة العامة أم الرئيس؟ وهو ما رد عليه الأخير بأن “العرف جرى في العالمبتقديم هدايا للرؤساء، ولم يبعها أي رئيس ويدفعها للخزينة”. وبخصوص سؤال المدعي العام حول الأموال المودعة لدى أشخاص مختلفين، قال ولد عبدالعزيز إنها من بقايا الحملات الماضية، مضيفا أنه تم تضخيم هذه المبالغ. حقيبتان من اليورو والدولار.. وخلال جلسة اليوم الأربعاء؛ قال الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، إن الرئيس محمدولد الشيخ الغزواني سلمه مبلغ 10 ملايين بين اليورو والدولار، خلال يومه الأخير فيالرئاسة، قبل تسليم السلطة. وأوضح ولد عبد العزيز أن الرئيس غزواني وصل إلى القصر الرئاسي في سيارته، معحقيبتين تحتويان المبلغ المذكور، وطلب من عناصر الأمن الرئاسي إنزالهما. الرئيس السابق أشار إلى أنه تسلم هذا المبلغ بعد تصريحه بممتلكاته أمام المحكمة العليافي نهاية مأموريته. وأكد الرئيس السابق أن الرئيس غزواني أنه أكد له احتفاظه بالمزيد من الأموال لدىاستفساره عن سبب منحه هذا المبلغ. وأضاف ولد عبد العزيز أن الرئيس غزواني أوضح له أن المبلغ من ضمن الأموال المتبقية منالحملة الرئاسية لعام 2019، مضيفا “طالبتُ بفتح تحقيق حول هذه الأموال”. “ضحية مؤامرة كبيرة”.. الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز قال إنه كان ضحية “مؤامرة كبيرة” هدفها تشويهسمعته. وأضاف ولد عبد العزيز أن هذه الحملة شاركت فيها الصحافة وتم دفع ملايين الأوقياتللمدونين. ولد عبد العزيز أكد أنه لا تربطه أية علاقة بهيئة الرحمة (التي كان يديرها نجله الراحلاحمد ولد عبد العزيز)، مضيفا أن رئيسها توفي