تعد رواية “حيّ بن يقظان” التي كتبها الفيلسوف العربي الأندلسي ابن طفيل في القرن الثاني عشر الميلاديّ، من أهم أشد القصص إثارة وشهرة في التراث الفكري العربي الإسلامي، وأحد أكثر الكتب تأثيرا على الأدب العربي و الأوروبي أيضا، حيّث كانت أكثر الكتب مبيعا في أوروبا في القرنين السابع عشر والثامن عشر. وأحد أهم الكتب التي بشرت بالثور . ة العلمية والتنوير الأوروبي، والأفكار المعبر عنها في الرواية يمكن العثور عليها في أشكال ودرجات مختلفة في كتب توماس هوبز وجون لوك وإسحاق نيوتن وإيمانويل كانت. بل أن تأثيرها ظهر جليا في الأدب ومن ثم السينما الغربية التي صورت قصصا كثيرة استمدت روحها من رواية “حيّ بن يقظان”.
رواية “حيّ بن يقظان” لابن طفيل، التي تبلغ من العمر اليوم نحو 850 عاما، هي قصة رومانسية فلسفية ورواية استعارية مستوحاة من السينوية والصوفية، وتعتبر هذه الرواية إحدى روائع وكلاسيكيات الأدب العربي القديم، وقد كتبت أربع مرات على يد ابن سينا وابن النفيس وشهاب الدين السهروردي وابن الطفيل.
ويقال أن ابن طفيل كتبها كرد على كتاب الغزالي “تهافت الفلاسفة”. في القرن الثالث عشر، كتب ابن النفيس لاحقاً كتاب “الرسالة الكاملية في السيرة النبوية”، كرد على كتاب ابن طفيل “حيّ بن يقظان”، الذي حملت ملامح إسلامية واضحة، فقد تأثّرت لغة الراوي في القصة بلغة القرآن الكريم إلى حد كبير، الأمر الذي كان له بالغ الأثر على بنيتها الفكرية وجمالياتها اللغوية.
الهضاب إنفو موقع إخباري مستقل