ما لا يدركه الكثير من نخبنا أن (شنقيط) باعتبارها اسما للحيز الجغرافي الذي تمثل موريتانيا أغلبه اليوم، لم تتفق عليه نخبنا العالمة حتى قبل نشأة الدولة الوطنية..
وحتى قبل تسمية موريتانيا، ويبدو أن تلك الحساسية القديمة التي جعلت العلامة محمد يحي يقترن بـ ( الولاتي) و ولد امبوجة بـ ( التشيتي) و جعفر بن المهدي بـ ( النعماوي) و أحمد بن الامين اليعقوبي بـ ( الوداني).. يبدو أنها وصلت الى يوم الناس هذا، فأنت واجد اليوم في جامعة نواكشوط أساتذة لديهم حساسية من كلمة (الشنقيطي)….
والحق أن الموقف السلبي من هذه التسمية عائد الى منافسة حواضرنا العلمية وما تركه ذاك التنافس من مواجد في نفوس أبناء تلك الحواضر، وهي كلها حواضر علم ومعرفة..
نسبة ( الشنقيطي) سببها ركب الحج الذي كان يلتئم كل عام في مدينة شنقيط، وينطلق الى الديار المقدسة وكان المنتمون للركب يعرفون بين الحجيج بالشناقطة ومفردهم بالشنقيطي.. ذلك أن لكل بلد أو منطقة ركُبها الذي تعرف به أيام الحج ..
ولأن الحج شكل أحد أسباب هجرة الكثير من علماء هذه البلاد، فإن من اختار منهم الثّواء في بلاد الحجاز أو غيرها من البلدان يُبقي على نسبة ( الشنقيطي) ملتصة باسمه الاصلي (يومها لم تكن هناك دولة وطنية كما هو الحال الآن).
وللتاريخ لم يكن ركب مدينة شنقيط أول ركب عرفه مجالنا الجغرافي، بل سبقه ( الركب الولاتي) ولكن ظروف تغير طرق القوافل، جعل شنقيط تبرز كوجهة لتجمع الحجيج وهو ما جعل اسمها يشكل جواز سفر لحجاجنا وعلمائنا …
الهضاب إنفو موقع إخباري مستقل