
في 1 سبتمبر، دخل هذا اليوم التاريخ الوطني باعتباره لحظة انتصار دبلوماسي واقتصادي كبير لموريتانيا، حيث تم تنصيب الدكتور سيدي ولد التاه رئيساً جديداً للبنك الإفريقي للتنمية. ويجسد هذا التعيين المسار الاستثنائي لرجل راهن عليه الوطن ورئيس الجمهورية، محمد ولد الشيخ الغزواني، لرفع مكانة موريتانيا في المحافل الدولية، وتعزيز ترتيبها بين الدول المؤثرة على الصعيدين الدبلوماسي والاقتصادي، في إفريقيا والعالم.
تأتي هذه التنصيب، التي جرت بحضور رئيس الجمهورية، بعد انتخابه في 29 مايو 2025 خلال الاجتماعات السنوية للمؤسسة، كنتيجة طبيعية لجهود دبلوماسية مكثفة بذلتها الدولة الموريتانية، بتوجيه مباشر ومتابعة حثيثة من الرئيس، إلى جانب قوة ملف ترشح أحد أبرز الاقتصاديين والخبراء الماليين، الذي أنهى مؤخراً ولايتين ناجحتين على رأس البنك العربي للتنمية الاقتصادية في إفريقيا (BADEA)، المدعوم باستثمارات عربية ضخمة.
ويُمثل هذا الانتخاب نجاحاً استراتيجياً لموريتانيا، إذ إنها المرة الأولى التي يتولى فيها أحد أبنائها قيادة هذه المؤسسة الإفريقية البارزة. علماً بأن البنك الإفريقي للتنمية يمول سنوياً مشاريع بقيمة تتجاوز 10 مليارات يورو، تشمل قطاعات البنية التحتية، الزراعة، الطاقة، وتنمية القطاع الخاص في القارة.
للتذكير، تم اختيار سيدي ولد التاه من بين خمسة مرشحين، حيث تفوّق على كلٍّ من الوزير السنغالي السابق أمادو هوت، والسيدة سوازي تشابالالا من جنوب إفريقيا، والزامبي صامويل مونزيلي ميمبو، والتشادي محمد عباس تولي. وقد حظي بدعم دول مؤثرة مثل كوت ديفوار وبنين، واستطاع بناء توافق واسع حول شخصيته كخبير تقني متمرس.
ويبلغ سيدي ولد التاه من العمر 60 عاماً، ويتمتع بخبرة واسعة في مجال تمويل التنمية. فقد شغل منصب وزير الاقتصاد والمالية في موريتانيا، كما عمل سابقاً في البنك الدولي وصندوق التنمية الاقتصادية والاجتماعية العربي (فدس – FADES). ومنذ عام 2015، ترأس البنك العربي للتنمية الاقتصادية في إفريقيا، حيث نجح في تعزيز الاستثمارات الموجهة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة والدول الإفريقية غير الساحلية.
وقد تم انتخابه لولاية مدتها خمس سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة فقط. وسيكون على عاتقه تنفيذ استراتيجية البنك 2024-2033، وهي خارطة طريق تهدف إلى تعزيز السيادة الاقتصادية للقارة، وتسريع الاندماج الإقليمي، ومواجهة التحديات المناخية، وتشجيع الابتكار في مجال تمويل التنمية.
تأتي هذه الانتخابات في وقت تواجه فيه القارة تحديات اقتصادية واجتماعية وبيئية تتطلب قيادة قوية تجمع بين الرؤية الاستراتيجية والكفاءة التنفيذية. ومع تولي الدكتور سيدي ولد طه دفة القيادة، يبدأ البنك الإفريقي للتنمية عهداً جديداً.
وكالة الوئام





