الهضاب إنفو موقع إخباري مستقل
احتفظ بأكبر عدد من المنافقين إلى جوارك، بل وشجّع المبتدئين منهم على أن يتمرّسوا على أفعال النفاق والمداهنة، فهم بمثابة جيشك الداخلي الذي يدافع عنك أمام الشعب باستماتة.
سيمدحون حكمتك حتى لو كنت أكبر الحمقى، ويزكّون أصلك حتى لو كنت من الوضعاء.
سيضعون ألف فلسفة لأقوالك التافهة، ويبرّرون أحكامك وسياساتك العشوائية، ويعظّمون ملكك كلّما أمعنت في الظلم، وبالغت في الجباية.
ألقِ لهم بعض الامتيازات التافهة التي تشعرهم بتفوّقٍ على باقي الشعب.
ولكن احذر: لا تتّخذ منهم خليلاً أو مشيراً لك، ولا تأخذ منهم مشورة قط، فمشورتهم خادعة، ومجالستهم تجذبك فوراً إلى الوضاعة، وتلحق بك العار.
ألقِ لهم الفتات باحتقار، ولا ترفع قدر أحدهم. اجعل لهم سقفاً لا يتخطّونه.
كن على يقين أنّهم سيغدون أكبر خطر يتهددك، وسيتحوّلون في لحظة إلى ألدّ أعدائك إذا تهاوى ملكك، أو ضعف سلطانك، أو ظهر من ينافسك بقوة على العرش.
سيبيعونك في لحظة لمن يدفع أكثر، ويقدّمون فروض الولاء والطاعة لمن يأتي بعدك، بلا لحظة أسف على رحيلك.
أيها الأمير، تعلّم كيف تفرّق بين أعزّة القوم وحقرائهم…
فالمنافقون هم أحقر البشر، وقد أوجدتهم الطبيعة لخدمة الملك كما أوجدت الكلاب لخدمة الراعي.
وهم موجودون في كل الممالك والسلاطين، وحيثما يوجد الحاكم، ينامون على أرصفة القصر.
—
