مقال اعجبنى

في زمن تتصدر فيه التفاهة المشهد الإعلامي ووسائط التواصل الاجتماعي، يشهد العالم انحدارًا مقلقًا في الذوق العام والفكر النقدي. أصبح المرتزقة وضعيفو التكوين أبطال الساحة، وانحرفت رسائل الإعلام والثقافة نحو الإسفاف والابتذال، بينما بات المحتوى الرصين نادرًا. اجتاحت جيوش من الجهل والسطحية هذه الفضاءات، حتى غدت المنصات الاجتماعية مرتعًا للتافهين الذين يروجون للشهرة الزائفة بالصراخ، وسوء التعبير، وتسليع الجسد، وسط تجاهل شبه تام لأصحاب الفكر والعلم. وقد عبّر الفيلسوف الكندي آلان دونو عن هذه الأزمة بكتابه “نظام التفاهة”، محذرًا من هيمنة الرداءة وتسلل التافهين إلى مواقع القرار والتأثير في مختلف المجالات.

لقد تساهل المجتمع كثيرًا مع مظاهر السطحية والتصفيق للرداءة حتى أصبحت التفاهة ثقافة مهيمنة. ولم يعد أحد يُصغي لأهل الحكمة والعلم، بل صارت النجومية من نصيب أصحاب الوجوه اللامعة والعبارات الفارغة. هذه الأزمة لم تترك مجالًا إلا واقتحمته، من الإعلام والفن إلى السياسة والاقتصاد، فصار التملق والصوت العالي طريقًا للنجاح، على حساب الكفاءة والقيم. ولذا، يوجه الكاتب نداءً صادقًا إلى المثقفين والإعلاميين وأصحاب الرأي ألا يصمتوا، بل يرفعوا أصواتهم في وجه هذا الزحف المظلم، دفاعًا عن الوعي والجمال والذوق السليم

شاهد أيضاً

كتب حبيب الله والد احمد

إذا قلت لكم إن الوزير الأول المختار ولد جاي ذكي فتصنيفى جاهز اسوء احتمال اننى …