كنكوصة… حين يعانق الجمال هدوء الطبيعة

 

في قلب ولاية العصابة، جنوب موريتانيا، تتربّع كنكوصة بهدوئها الآسر وسحرها الخفي، مقاطعةٌ لا تبوح بجمالها لمن لا يصغي لهمسات الطبيعة ولا يُجيد قراءة القصائد المكتوبة بالماء والطين والنخل.

كنكوصة ليست مجرد نقطة على الخارطة، بل فسحة من الحنين، وملاذ لعشاق الجمال الطبيعي والبساطة الآسرة. في أيام الخريف الماطرة، تتحوّل المدينة إلى لوحةٍ مائية نابضة بالحياة، تكتسي جبالها الخضراء والمراعي المحيطة بها حُلّةً زمردية تسرّ الناظرين، وتنعكس ظلال السحب في مياه البحيرات والمستنقعات التي تنتشر في أرجائها.

من أبرز المعالم السياحية في كنكوصة:
• بحيرة كنكوصة: مرآة الطبيعة التي تسكن قلب المدينة، وجهة الصيادين، ومقصد الطيور المهاجرة، ومصدر حياة للماشية والناس على حد سواء.
• الهضاب والتلال المحيطة: تقدم مناظر بانورامية فريدة لهواة المشي والتصوير والاستجمام.
• الواحات والسبخات: فضاءات تشهد على تنوّع بيئي غنيّ، حيث يلتقي الصحراوي بالرطب في توازنٍ مدهش.
• الأسواق الشعبية: تعكس الثقافة المحلية وروح الضيافة، حيث يُباع التمر والحليب والصوف والمنسوجات اليدوية، وكلها تنطق بهوية المنطقة.

تُعدّ كنكوصة ملاذًا لهواة السياحة البيئية والثقافية، حيث لا تزال العادات والتقاليد حية في الأهازيج، وفي جلسات الشاي على ضفاف الغروب، وفي بساطة البيوت وكرم أهلها.

وإن كانت كنكوصة تحتاج إلى تطوير البنية التحتية والخدمات السياحية لتكون في مصافّ الوجهات الوطنية الكبرى، فإنها تملك كل ما لا يُشترى: الطبيعة البكر، والناس الطيبون، والذاكرة التي لا تشيخ

محمد عبد الله التراد

شاهد أيضاً

خفر السواحل الموريتانية يوقف 156 مهاجرا غير نظامي قبالة سواحل نواذيبو

أوقف خفر السواحل الموريتانية، مساء أمس الأحد، زورقًا قادمًا من غامبيا كان يقل 156 مهاجرًا غير …