يواظب وزير التشغيل السيد الطالب ولد سيدي احمد منذ تعيينه من طرف نظام ولد الغزواني عند كل فرصة تسنح على الظهور وسط ” آدوابه” مقاطعة كنكوصه؛ تارة من أجل تنظيم موسم رياضي ،ومرة من أجل التوعية والتثقيف، ولا يترك وقتا يضيع في كل راحاته حتى يتواجد بين هؤلاء، مظهرا الكثير من الالتحام والبساطة ، فيشاركهم في مجالسهم الليلية ،وفي حلقات الشاي، وفي الحقول لا يخجل الوزير من أخذ المحراث وبذر الزرع إلى جانب الفلاحين كما يفعل اليوم.
ولم يعد الرجل يقتصر في هذا الظهور على قريته “أدي أهل الشيهب” وإنما أضاف عليها العديد من القرى القريبة في سعي سافر إلى استمالة القوة الانتخابية الضاربة في هذه المقاطعة.
المراقبون يؤكدون من خلال الكثير من القرائن أن للرجل طموحات سياسية كبيرة ، ولن يحل أقرب موسم انتخابي حتى تتبلور تلك المطامع بشكل أكثر وضوحا.
ويرى هؤلاء أن الظروف مناسبة جدا حتى ينجح الرجل فيما يُبَيتُ فسكان هذه المقاطعة المطحونين من طرف طبقة سياسية فاسدة لا تهتم بغير انتزاع أصوات هؤلاء باللعب على الوتر القبلي الضيق وباستخدام النفوذ ضدهم ترغيبا وترهيبا، باتوا في غاية الملل والسخط ضد أولئك.
وأصبحوا يعون أكثر من أي وقت مضى حجم المؤامرة التي أحكمت ضدهم منذ عدة عقود، وهو ما يساعد أي فاعل سياسي جديد يتقوى بالسلطة ويتسلح “بالشعبوية” من تغيير المعادلة التي سيطرت على هذه المقاطعة منذ أول انتخابات في الثمانينات من القرن الماضي ؛أي قطبين يتقاسمان الكعكة مورثين المزيد من الفقر والتخلف والتشرذم لسكان هذه الدائرة .
لاشك أن الجماهير هناك المغلوبة على أمرها ظل ولاءها دوما للأقوى، وهو الشرط الذي تتحكم فيه “الدولة ” التي تمنح الوظائف والامتيازات للساسة الذين يقودون المشهد هناك، وبهذه الأدوات يسوقون الشعب حيث أرادوا.
فهل تستمر ثقة “الدولة” في ولد سيدي احمد حتى يتمكن بسهولة من مسح الطاولة، وتغيير المعادلة بهذه المقاطعة، وبالتالي أفول النجوم الكبيرة؟
أم أن كيد الطبقة القديمة التي يهددها كل جديد وكل قادم سينتهي إلى القضاء على الوزير المزعج بإخراجه من الحكومة وبالتالي تجريده من أهم سلاح داخل تلك المعركة الصعبة؟
نقلا عن موقع كيفة