علاج بالإشعاع الصيني وتبرير بالحبال الصوتية

 


كتب السلطان البان الحسين ولد مدو سيخرج ـ كما جرت عادته ـ ليقول إنّ كل ما أثير حول صفقة تجهيزات الأورام «مجرد أخطاء تسييرية»، وأنّ العقود «اتبعت كامل المساطر القانونية»، والمعدّات «تتمتع بجودة عالية».
لكن الحقيقة الواضحة بالوثائق التي بين أيدينا تقول إنّ المصنّع الأصلي ليس أمريكيًا ولا أوروبيًا كما سيقول لاحقا، بل شركة صينية متوسطة الجودة، جرى تمريرها عبر واجهة مغربية بعد سحب العقد من الشركة السنغالية الأولى.

ولد مدو الذي أنفق مليارات على مهرجانات وشعارات الترفيه الفارغة، سيحاول اليوم أن يُقنع الرأي العام بأنّ اللعب في صفقات الصحة “تنمية”، وبأنّ تسليم الملف للمؤسسة العسكرية “تنظيم إداري”!
لقد تحوّل الحسين ولد مدو من شخص محروم من حضور حفلات موسيقية وأدبية محلية إلى وزير ينعش فساد السلطة بالتصريحات المعلبة.

الموريتانيون لا يحتاجون إلى بيانات تجميل لغوية، بل إلى أجهزة تعمل، ومستشفيات تستقبل، وصفقات شفافة لا تمر عبر بوابات الضباط والوسطاء.
فحين يدافع وزير الإعلام عن كل تقارير الفساد، بل يهاجم ضمير هذا الشعب الذي تعب من الأكاذيب ودفاتر التحملات الخفية.
و”الأخطاء التسييرية” التي يتحدث عنها ولد مدو ليست زلات موظفين، بل منظومة كاملة تحوّل إنقاذ الأرواح إلى صفقة إنعاش الجيوب.

شاهد أيضاً

الفروق الجوهرية بين المتغير الكامن والمتغير المقاس في البحث التربوي والنفسي/فتحى البلدي/

في البحوث النفسية والتربوية، لا يقتصر الباحث على ملاحظة الظواهر كما تبدو، بل يسعى إلى …