الأوساخ والنفابات تحاصر الجامع الكبير (تقرير)-

 

تعرف الأسوار الخارجية للجامع الكبير بوسط نواكشوط تراكم أطنان من النفايات والأوساخ التي تعفن الجو، وتزكم الأنوف، وتكشف عن منظر تتقزز منه الأنفس وتشمئز القلوب، حين تنتهك حرمة بيوت الله، وتهان قدسيتها بمثل تلك المسلكيات التي لا تمت للمدنية والتحضر بصلة، ولا تنسجم بحال مع مكانة بيوت أذن الله أن ترفع وأن يذكر فيها اسمه..

إن الوضعية المزرية لمرافق الجامع وباحاته وما يسوره من وساخة و مجاري خبيثة  وحاملات القمامة  التي ترسل الروائح الكريهة، وتغمر أرضياتها المياه الراكدة والأتربة المتراكمة كما صرح العديد من رواد المسجد لموقع الفكر. مؤكدين أن رمزية الجامع ووقوعه في قلب المدينة تفرض على الجميع عدم إلقاء القمامات خارج أسواره، وصيانه حرمته ومرافقه الداخلية.

وعندما تحيط السيارات بالجامع إحاطة السور بالمعصم ينتهز بعضهم الفرصة للتبول على طول وعرض الحائط المسور للمسجد.

صحيح أن وقوع الجامع على مقربة من سوق النقطة أحد أكبر أسواق بيع الهواتف بنواكشوط، وانعدام المراحيض العمومية فرض تحديات قوية أمام جهود النظافة المخصصة للجامع والذي تحولت أسواره الخارجية إلى أكنفة للتبول ولاحتضان نفايات السوق.

وكانت تلك المسلكيات وراء قيام إحدى الجمعيات بتوزيع لافتات تحذرية من إلقاء الأوساخ أو التبول قرب حائط المسجد ومع مرور الوقت أصاب البلى والتلف جل هذه اللافتات ولم يعد من الممكن قراءة ما تحمل من تعليمات مما يؤكد الحاجة إلى تجديدها وإطلاق حملة واسعة لانقاذ ما تبقى من حرمة أكبر جامع بنواكشوط يعلق أحد المصلين.

مظاهر غريبة 

وبشكل عام تعرف المساجد في نواكشوط فوضوية من حيث عشوائية البناء ورداءة التصميم والإنجاز، فهي في الغالب بنايات سطحية، متهالكة أحيانا، لا هوية معمارية تميزها ولا معايير فنية تخضع لها في التصميم والبناء، فالكل يبني مسجده، أين وكيف يشاء، إذ تكفي حيازة قطعة أرضية أو الاستيلاء عليها وادعاء ملكيتها، فلذلك لا تحترم أغلب المساجد ضوابط المخطط العمراني ولا حتى معايير السلامة.

ولقد أنتجت هذه الفوضى والارتجالية ظواهر غريبة، كبناء المساجد في الساحات العمومية أو على القطع الأرضية المخصصة لمنشآت أخرى أو تحويل واجهاتها إلى حوانيت ومحلات تجارية. لكن الظاهرة الأغرب هي تزاحم المساجد في مساحات ضيقة. فنجد مسجدين في نفس الشارع وثلاثة أو أكثر في نفس الحي، مع عدد قليل من المصلين في كل واحد.

فوضى داخل المساجد

لقد تسللت ثقافة الفوضى حتى إلى داخل المساجد. فأغلب مساجد العاصمة تفتقد لأبسط التجهيزات، إذ لا توجد فيها دورات مياه، وإذا وجدت في الأصل فإنها تخرج من الخدمة سراعا..  و لا أماكن مخصصة للوضوء، وإن وجدت تكون في حالة يرثى لها، مما يرغم المصلين على الوضوء في كل أرجاء المسجد أو في الشارع. ونظرا لغياب ثقافة احترام المساجد، يتجرؤ البعض على العديد من التجاوزات التي لا تليق بقدسية دور العبادة، حتى إن هناك من يأتي إلى المسجد بلباس النوم أو بدراعة من دون قميص.

كما يأتي غياب الصيانة كعامل آخر وراء الوضع غير المقبول للمساجد فغالبا  لا توجد عناية بالمساجد التي تفتقد التنظيف الدوري مما يراكم من الأوساخ والغبار داخلها وفي محيطها  حتى أن بعضها أصبح ملاذا للمتسولين والمتسكعين بل وللحيوانات السائبة أحيانا.

ولعل من أكثر مظاهر الفوضى ما يتزاحم أمامها من متسولين والذين كثيرا ما يتسلل بعضهم إلى داخل المسجد فيعكر أجواء السكينة والهدوء ويشوش على المصلين، ويقطع أجواء العبا

شاهد أيضاً

أمسية بنواكشوط لنقاش مذكرات الشيخ محفوظ ولد الوالد

  – نظمت مكتبة أقرأ معي مساء اليوم الأحد في قاعة جهة نواكشوط أمسية لنقاش …