مرَّ يوم أمس بهدوء، دون أن يلتفت إليه أحد، وهذا ما أصبح يحدث مع هذا اليوم منذ العام 2005 وحتى الآن.
ارحموا يوماً في السنة كان عزيزاً فذُلَّ!
في عهد ولد الطايع، كان هذا اليوم الذي مر بالأمس دون أن يذكره أحد، كان يشهد في كل عام ضجيجاً وصخباً كبيرين، إنه يوم الثامن من سبتمبر، وما أدراكم ما يوم الثامن من سبتمبر، إنه اليوم العالمي لمحو الأمية.
في مثل هذا اليوم من العام 2003 أكملتُ دراسة من مائة صفحة من الحجم الكبير عن الأمية في موريتانيا، وأرسلت نسخاً منها عبر البريد السريع والبريد المضمون، كما أرسلتُ نسخة منها عن طريق سكرتيريا الرئاسة إلى الرئيس معاوية، ولا أدري إن كانت قد وصلته أم لا.
كانت تلك الدراسة تحت عنوان: “الأمية في موريتانيا: مشاكل وحلول”، وقد انتقدت فيها – بأسلوب كيِّس – الحملات المسرحية التي كانت تُقام آنذاك، مع تقديم بعض المقترحات والحلول.
للأسف، كان التعامل مع الأمية في عهد ولد الطايع يتم بطريقة مسرحية، أما بعده فقد جرى تجاهلها بالكامل، وكأن موريتانيا لم تعد تعاني من الأمية. وفي كلا الحالتين، كان الخاسر هو البلد: سواء بالتعامل المسرحي كما كان يحدث في السابق، أو بالتجاهل التام كما حدث لاحقاً.
الأمية ما تزال قائمة في موريتانيا، وهي بحاجة إلى مواجهة حقيقية، إذ لا يمكن تصور نهضة بلد نصف سكانه أميون لا يقرأون ولا يكتبون في عصر الذكاء الاصطناعي. إن محاربة الأمية بحملات مسرحية خطأ، وتجاهلها بالكامل خطأ أيضاً، والمطلوب هو مواجهتها بجدية وواقعية، بعيداً عن التمثيل وبعيداً عن التجاهل.