
شهدت الصفحة الرسمية للمجلس الأعلى للفتوى والمظالم في موريتانيا، صباح الأربعاء 13 أغسطس 2025، خطأً لافتًا في نشر أحد تصاميمها، ما أثار موجة واسعة من الجدل والتعليقات الساخرة على مواقع التواصل الاجتماعي.
القصة بدأت حينما كان المشرف على الصفحة بصدد نشر مقال لرئيس المجلس، أ.د. إسلام ولد سيد المصطف، تحت عنوان “ذو الوجهين”. لكن التصميم الذي نُشر أولًا حمل العنوان بطريقة أوحت لمتابعي الصفحة بأن القائمين عليها يتهمون رئيس المجلس نفسه بأنه “ذو وجهين”. هذا الانطباع دفع كثيرين للاعتقاد بأن الصفحة تعرّضت للاختراق، وأن من قرصنها كتب العنوان عمدًا للإساءة.
وسرعان ما قام المشرفون على الصفحة بحذف المنشور الأول، قبل أن يعيدوا نشره بتصميم آخر يوضح أن رئيس المجلس هو كاتب المقال، وأنه يكتب عن “ذو الوجهين” لا أن العنوان يصفه شخصيًا.
غير أن الضرر كان قد وقع، إذ انتشرت صور المنشور الأول على نطاق واسع، مرفقة بتعليقات ساخرة وانتقادات لاذعة لطريقة إدارة الصفحات الرسمية في البلاد. وأعاد الحادث فتح النقاش القديم حول ضعف الإشراف المهني على منصات المؤسسات الحكومية، وغياب مراجعة دقيقة للمحتوى قبل نشره، رغم حساسية مواقعها الرسمية.
وفي خضم الجدل، تساءل البعض عن المقصود من عنوان المقال. فبينما رأى فريق أن رئيس المجلس ربما كان يشير بشكل غير مباشر إلى شخصية سياسية معروفة، مثل الوزير والدبلوماسي السابق محمد فال ولد بلال، اعتبر آخرون أن الموضوع لا يتجاوز كونه معالجة فقهية أو فكرية لمفهوم “ذو الوجهين” الوارد في النصوص الشرعية، وتحذيرًا من هذه الصفة في المجتمع.
الحادثة، التي بدت للبعض مجرد زلة إعلامية، تحولت إلى قضية رأي عام مصغّرة، جمعت بين الطرافة والنقد، وأعادت التذكير بأن خطأً صغيرًا في العنوان قد يغيّر تمامًا فهم الرسالة، ويقلب المعنى رأسًا على عقب.
