هل سبق أن قابلت شخصًا لأول مرة وشعرت فورًا بالارتياح تجاهه؟ هل تساءلت كيف يمكن لبعض الناس أن يتركوا انطباعًا إيجابيًا وساحرًا خلال لحظات قليلة؟
في كتابه “كيف تجعل الناس تحبك في 90 ثانية أو أقل”، يوضح لنا نيكولاس بوثمان أن النجاح في بناء علاقات قوية وسريعة يعتمد على بعض المهارات والتقنيات التي يمكن لأي شخص تعلمها.
إذا كنت مهتمًا بمعرفة كيفية التأثير على الناس بسرعة وجعلهم ينجذبون إليك، فإن هذا الكتاب يقدم لك إرشادات عملية مبنية على علم النفس والتواصل الفعّال من خلال هذا الملخص سنستعرض كيف يمكنك تحويل اللقاءات العابرة إلى فرص لبناء علاقات مميزة ومستدامة.
لماذا يُعد الانطباع الأول مهمًا؟
في هذا الفصل، يوضح بوثمان أن الانطباع الأول يشكل الأساس لأي علاقة، سواء كانت شخصية أو مهنية. خلال الثواني القليلة الأولى من اللقاء، يحدد الناس بسرعة ما إذا كانوا يشعرون بالراحة والثقة تجاه الشخص الذي يقابلونه. هذا الانطباع يتأثر بالعوامل المرئية مثل لغة الجسد والمظهر الخارجي، وكذلك بالعوامل غير المرئية مثل الهالة والطاقة التي ينقلها الشخص. الابتسامة، الاتصال البصري، والمظهر الجيد كلها عناصر تساعد في ترك انطباع إيجابي سريع.
فمثلاً، عند مقابلة شخص لأول مرة، سواء في العمل أو في مناسبة اجتماعية، مجرد الابتسام بشكل طبيعي والتواصل البصري المستمر يمكن أن يجعل الشخص الآخر يشعر بالراحة فورًا. هذه الإشارات البسيطة تعطي انطباعًا بأنك شخص واثق ومريح، وهي أولى خطوات بناء علاقة ناجحة. ومن المهم أن يكون هذا الانطباع أصيلاً وليس مصطنعًا، حتى يشعر الشخص الآخر بمصداقيتك.
كيف يمكنك بناء “كيمياء” فورية مع الآخرين؟
الكيمياء الشخصية بين الأفراد تُعد المفتاح السري لتأسيس علاقات قوية بسرعة. في هذا الفصل، يشرح بوثمان مفهوم “التناغم” وكيف يمكن استخدامه لخلق اتصال عاطفي وفكري سريع مع الشخص الآخر. التناغم يعني أن يكون هناك توافق بينك وبين الشخص الآخر في لغة الجسد، نبرة الصوت، وحتى في إيقاع الكلام. عندما يتناغم شخصان بشكل جيد، يشعران بأنهما على نفس الموجة، مما يعزز من سرعة بناء العلاقة.
يشرح الكاتب أن إحدى الطرق الفعالة لتحقيق ذلك هي محاكاة لغة الجسد الخاصة بالشخص الآخر دون أن تكون متصنعًا. فمثلاً، إذا كان الشخص الذي تتحدث معه يميل بجسده إلى الأمام، يمكنك أن تفعل الشيء نفسه بشكل طبيعي. هذا التوافق غير الواعي يجعل الشخص يشعر بالراحة وكأنه يفهمك بشكل أفضل. لكن يجب أن تكون هذه المحاكاة طبيعية وغير مبالغ فيها، حتى لا تبدو مصطنعًا أو متلاعبًا.
كيف تصبح مستمعًا جيدًا؟
في هذا الفصل، يركز بوثمان على فن الاستماع وكيفية جعله أداة قوية لجعل الناس يحبونك. الاستماع الجيد لا يعني فقط سماع ما يقوله الشخص الآخر، بل يعني إظهار اهتمامك الحقيقي بما يقال. الناس يميلون إلى الانجذاب للأشخاص الذين يشعرون أنهم يستمعون إليهم بعناية واهتمام. يجب أن يكون الاستماع نشطًا، مما يعني استخدام إشارات غير لفظية مثل الإيماء بالرأس، أو الردود القصيرة التي توحي بأنك تفهم ما يقوله الشخص الآخر.
على سبيل المثال، إذا كان صديقك يتحدث عن مشكلة يواجهها في العمل، يمكنك أن تكرر جزءًا من ما قاله لتؤكد له أنك تفهمه. يمكنك القول: “أفهم أنك تشعر بالإحباط لأن العمل الإضافي أصبح يشكل عبئًا عليك.” هذه الاستجابة توضح أنك تستمع بالفعل وليس فقط تنتظر دورك للحديث. عندما يشعر الشخص الآخر بأنك مستمع جيد، فإن ذلك يعزز من العلاقة ويدفعه للشعور بالارتياح والثقة تجاهك.
كيف يؤثر التواصل غير اللفظي على الانطباع الأول؟
التواصل غير اللفظي يشمل جميع الإشارات التي يرسلها جسمك من دون كلمات. في هذا الفصل، يوضح بوثمان كيف يمكن للغة الجسد أن تكون أكثر قوة من الكلام نفسه في بناء العلاقات وترك الانطباعات. يشرح أن وضعية الجلوس أو الوقوف، الابتسامة، وتعبيرات الوجه، كلها تلعب دورًا في كيفية رؤية الآخرين لك. على سبيل المثال، الوقوف بشكل مستقيم، مع الحفاظ على تواصل بصري متوازن وابتسامة صادقة، يمكن أن يعطي انطباعًا بالثقة والود في الوقت نفسه.
إذا كنت في مقابلة عمل أو اجتماع مهني، من المهم أن تكون حركاتك محسوبة وتبعث برسائل إيجابية. الجلوس بظهر مستقيم، وعدم التململ أو اللعب بالأشياء، وإظهار انفتاح من خلال عدم تقاطع الذراعين، يمكن أن يعزز من صورتك كفرد واثق ومحترف. بينما التواصل اللفظي مهم، فإن لغة الجسد يمكن أن تكون العنصر الذي يحسم نجاح اللقاء من عدمه.
ما هو الدور الذي تلعبه الأسئلة الذكية في بناء العلاقات؟
طرح الأسئلة هو طريقة فعّالة لبدء محادثة وجعل الشخص الآخر يشعر بأنك مهتم به. في هذا الفصل، يشير بوثمان إلى أهمية استخدام الأسئلة المفتوحة التي تدفع الشخص الآخر للحديث عن نفسه. الأسئلة المغلقة التي تقتصر على إجابات “نعم” أو “لا” لا تعطي فرصة للحوار الحقيقي، بينما الأسئلة المفتوحة تخلق مجالًا لنقاش أعمق.
على سبيل المثال، بدلاً من سؤال “هل استمتعت بعطلتك؟”، يمكنك أن تسأل “ما هو أكثر شيء أحببته في عطلتك؟”. هذه الأنواع من الأسئلة تدفع الشخص للحديث بتفصيل وتفتح الباب لمناقشات أعمق. عندما يشعر الشخص بأنك مهتم بتفاصيل حياته أو أفكاره، سيشعر براحة أكبر تجاهك وسيكون أكثر رغبة في بناء علاقة مستمرة.
كيف يجذب التفاؤل والإيجابية الناس إليك؟
في هذا الفصل، يشرح بوثمان كيف أن الأشخاص الإيجابيين والمتفائلين يجذبون الآخرين بشكل طبيعي. الناس يحبون أن يكونوا محاطين بأشخاص يمنحونهم الطاقة الإيجابية ويجعلونهم يشعرون بالراحة. التفاؤل ليس مجرد حالة ذهنية، بل هو طريقة في التعامل مع الحياة والتحديات. عندما تُظهر للآخرين أنك قادر على رؤية الجانب الإيجابي من المواقف، فإنك تبعث برسالة أنك شخص يمكنك الاعتماد عليه في الظروف الصعبة.
على سبيل المثال، إذا كنت في فريق عمل يواجه تحديات، بدلاً من التركيز على المشكلات فقط، يمكنك التحدث عن الحلول الممكنة والتحديات باعتبارها فرصًا للنمو. هذه النظرة المتفائلة تجذب الناس وتمنحهم شعورًا بأنك قائد إيجابي ومؤثر، مما يعزز من رغبتهم في بناء علاقة أقوى معك.
كيف تبني الثقة بسرعة؟
الثقة هي أساس أي علاقة ناجحة، وفي هذا الفصل، يقدم بوثمان نصائح لبناء الثقة بسرعة في العلاقات الجديدة. إحدى الطرق الفعالة لبناء الثقة هي أن تكون صادقًا وشفافًا في تفاعلاتك مع الآخرين. الناس يميلون إلى الوثوق بمن يظهر لهم اهتمامًا حقيقيًا ويراعي احتياجاتهم.
على سبيل المثال، إذا كنت تتحدث مع عميل جديد في العمل، بدلاً من التركيز فقط على بيع المنتج أو الخدمة، يمكنك طرح الأسئلة لفهم احتياجاته الفعلية. عندما يرى العميل أنك تهتم بمصلحته وتقدم حلولًا تلبي احتياجاته، سيشعر بثقة أكبر تجاهك وسيكون أكثر استعدادًا لبناء علاقة عمل طويلة الأمد. المفتاح هنا هو أن تكون صادقًا ومنفتحًا في تفاعلاتك.
باستخدام الأدوات والتقنيات التي يقدمها بوثمان في هذا الكتاب، يمكنك تحسين قدرتك على بناء علاقات سريعة وقوية مع الآخرين. سواء كنت في لقاء اجتماعي أو مهني، فإن هذه الأساليب تتيح لك فرصة ترك انطباع أولي قوي وبناء روابط مستدامة. باتباع هذه الإرشادات والممارسة المستمرة، يمكنك أن تصبح أكثر نجاحًا في التعامل مع الناس وكسب ثقتهم وإعجابهم بسرعة.⛵🌊🏡خ