باسم رئيس الجمهورية رئيس الاتحاد الإفريقي.. وزير الشؤون الخارجية يشرف على إعادة تدشين البيت الإفريقي

أشرف معالي وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والموريتانيين في الخارج السيد محمد سالم ولد مرزوك، أمس الإثنين، نيابة عن فخامة رئيس الجمهورية، رئيس الاتحاد الإفريقي السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، على إعادة تدشين البيت الإفريقي (Africa Hall) في مقر اللجنة الاقتصادية للأمم المتحدة لإفريقيا، وذلك بحضور رئيس الوزراء الأثيوبي فخامة السيد آبي أحمد والأمين العام للأمم المتحدة معالي السيد أنطونيو غوتيريس، ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي معالي السيد موسى فقي محمات، والأمين التنفيذي للجنة الاقتصادية لإفريقيا السيد اكلافير غاتيتي.

وخلال التدشين ألقى معالي الوزير كلمة باسم فخامة رئيس الجمهورية، أوضح فيها أن هذا الحدث ينطوي على دلالة تاريخية تحيل إلى سنوات مجد القارة الإفريقية، ويتعلق بحيز مكاني تذكاري هو بمثابة شاهد تاريخي وتأسيسي لمنظمة الوحدة الإفريقية التي يشكل الاتحاد الإفريقي اليوم امتدادا لها، حيث انعقدت فيه أول قمة إفريقية.

وقال “أيها الجمع الكريم؛ يشرفني أن أنقل إليكم تحيات صاحب الفخامة محمد ولد الشيخ الغزواني رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي؛ ويسعدني أن ألقي باسمه أمامكم اليوم خطابه بمناسبة تدشين Africa Hall بعد ترميمها.

– صاحب الفخامة الدكتور أبي أحمد، رئيس وزراء جمهورية إثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية،

– صاحب المعالي أنطونيو غوتيريس، الأمين العام للأمم المتحدة،

– صاحب المعالي أخي وصديقي موسى فقي محمد، رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي،

– صاحب المعالي كلافيرغاتيتي، الأمين التنفيذي للجنة الاقتصادية لإفريقيا،

– صاحب السعادة السفير، الفريق المتقاعد تشارلزكارامبا، رئيس المجلس الاستشاري لـ”Africa Hall”،

– أصحاب السعادة ممثلي الحكومات والمنظمات الدولية،

– السادة الضيوف الكرام، أيها السادة والسيدات،

ها نحن نجتمع اليوم في هذا المكان المهيب بما يحمل من دلالة رمزية مثيرة لعواطفنا جميعا، لتدشين Africa Hall بعد ترميمها؛ في هذه اللحظة الشاهدة على اضطرابات كبرى. إن هذا الحدث ينطوي على دلالة تحيلنا إلى سنوات مجد قارتنا الإفريقية، فلسنا هنا أمام مجرد قاعة بسيطة وجدران مرممة، طبقات طلاء متناثرة هنا وهناك وإطارات تم استردادها، فالأمر في المحصلة يتعلق بحيز مكاني تذكاري هو بمثابة شاهد تاريخي وتأسيسي لمنظمتنا المعروفة حينها بمنظمة الوحدة الإفريقية التي تشكل منظمتنا اليوم امتدادا لها.

في هذه اللحظة، وفي هذا المكان الذي كان في يوم من عام 1963 شاهدا على ميلاد منظمتنا القارية، أغتنم المناسبة لتوجيه تحيات الإجلال إلى آبائنا المؤسسين. هنا انعقدت أول قمة إفريقية، ومثّل ذلك أعظم حدث في تاريخنا المشترك، حدث استقبل بالفرح والبهجة بين جدران Africa Hall التي تعيدنا، في نشوة مشاعر يقصر عنها الوصف، إلى ذكريات ميلادنا ووجودنا.

وهنا أود أن أشكر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس على ما تم من ترميم وتحديث لِـ Africa Hall لتعود كما كانت صرحا شامخا يضرب جذوره بقوة في الذاكرة والمخيلة الجماعية من أجل أن تبعث فينا من جديد جذوة الحياة وتذكرنا نحن الورثة الأوفياء دائما بالآمال والتطلعات التي ظلت تسكن على الدوام آباءنا المؤسسين الطامحين إلى الدفع قدما بالقارة الإفريقية على درب التقدم والرقي.

أصحاب الفخامة،

أصحاب المعالي والسعادة،

سيداتي سادتي ،

تحمل Africa Hall دلالة رمزية خاصة لأنها أظلت في هذا اليوم من عام 1963 ميلاد فكرة تتجه لبناء إفريقيا وفق طموح معين، هو تجسيد لحلم ظل ولأمد بعيد حبيس الوهم، فأصبح منذ تلك اللحظة حقيقة تحت مسمى منظمة الوحدة الإفريقية. منذ ذلك الحين شغل هذا الكيان موقعا مكينا في قلوب الأفارقة قادة وشعوبا. ذلك أن هذه المنظمة كانت تتماهى على الدوام مع نقطة الانطلاق الإفريقية، التي تجسد تحقيق الحلم الإفريقي في الوحدة والاندماج والحرية والاستقلال والتنمية والرخاء.

وما فتئ هذا الحلم يتقدم ويخطو على درب مساره يوما بعد يوم، رويدا رويدا، بفضل حكمة الآباء المؤسسين. وظل يتعزز أكثر فأكثر عبر أجيال من القادة الذين تعاقبوا على سدة حكم تلك البلدان.

في مقدوري أن أقول بأني مقتنع بأن هذا الحلم سيتحقق برمته في نهاية المطاف بكل قوة وعزم، حينها ستتخلص إفريقيا من كل العقبات والمشاكل التي كانت تعاني منها غداة انعقاد تلك القمة التي مضى عليها واحد وستون عاما، فأصبح بإمكانها أن تتبوأ موقعا طلائعيا على مستوى العالم. وغدت إفريقيا، منذ ذلك الحين، متحررة من الرواسب، موحدة ومندمجة بسكان ينعمون بالسلم والأمان والتنمية والرخاء.

أصحاب الفخامة،

أصحاب المعالي والسعادة،

سيداتي سادتي،

لا يسعني في هذا المقام إلا أن أعبر، باسم الاتحاد الإفريقي، عن منتهى التقدير للدور الذي لعبه الآباء المؤسسون عندما اجتمعوا هنا في سياق قاري مليء بالتحديات من أجل إنشاء منظمة الوحدة الإفريقية التي هي الصرح والأصل الأول لاتحادنا الإفريقي اليوم.

أود أن أعبر لأجيال من القادة الذين سبقونا، وأكررها دون ملل، إعجابي الكامل بحكمتهم وطموحهم ونفاذ بصيرتهم وإرادتهم التي لا تلين وغير ذلك من المزايا التي مكنتهم من تأسيس الاتحاد الإفريقي وتجسيد طموحات الأفارقة في الحقبة التي عاشوا فيها والأجيال التي تلت ذلك. فالعمل كان جبارا والتحديات هائلة، بالنظر إلى نقص الموارد الذي فاقمته المخلفات العميقة لعقود طويلة من الاستعمار وما اتسمت به من تنكيل ونهب للثروات.

تواضعي في هذا المقام لا يمكنه إخفاء غبطتي واعتزازي بمشاركة بلادي الجمهورية الإسلامية الموريتانية ممثلة في شخص أول رئيس لها الأستاذ المختار ولد داداه في هذه القمة الأولى التي تم تخصيصها للوحدة الإفريقية.

في هذا الوقت الذي أدشن فيه معكم اليوم Africa Hall التي استقبلت هذه اللحظة الأولى لمنظمتنا، وبوصفي رئيس الاتحاد الإفريقي، لا يسعني إلا أن أجدد التعلق المتجذر لبلدي بأهداف ومبادئ الاتحاد الإفريقي وبدوره الرائد والمستمر في تحقيق مهمته.

أصحاب الفخامة

أصحاب المعالي والسعادة

سيداتي سادتي

تحت سقف Africa Hall عمد الآباء المؤسسون إلى صياغة أهداف الوحدة الإفريقية ومن أهمها تحقيق الوحدة والتضامن بين الدول الإفريقية وتسريع الاندماج السياسي والاقتصادي والاجتماعي للقارة. ومن أجل تحقيق هذه الأهداف قمنا، معا، بإصلاح الاتحاد الإفريقي لكي تتبناه كل الدول الأعضاء وتنخرط فيه باعتباره الأداة الرئيسة لإقامة الوحدة الإفريقية.

كما قمنا كذلك بإنشاء عدد من الآليات الإفريقية من أجل تسهيل بلوغ الأهداف المحددة من قبل الآباء المؤسسين منها مجلس السلم والأمن CPS ومنها l’AUDA-NEPAD، فضلا عن ترسانة من الأدوات منها الآلية الإفريقية للتقويم المتبادل بواسطة الأقران، المجلس الاقتصادي والاجتماعي للاتحاد الإفريقي (ECOSOCC)، والبرلمان الإفريقي، المنطقة الإفريقية الحرة (ZLECAF).

ولا يسعني هنا إلا أن أشيد بالدعم الهام المقدم من قبل اللجنة الاقتصادية للأمم المتحدة لأفريقيا (CEA) والجهود التي ما فتئت تبذلها للرفع من مستوى سلاسل القيمة على مستوى القارة الإفريقية إلى حدودها القصوى وخلق اقتصاد إفريقي تنافسي متنوع ومندمج.

ومن أجل تحقيق أهداف وحدتنا التي تم التأسيس لها في Africa Hall، وموازاة مع أجندة 2030 للأمم المتحدة للتنمية المستدامة، أطلقت قارتنا هي الأخرى أجندتها الإفريقية الخاصة بها لسنة 2063: إفريقيا التي نريد. وقد دخلت هذه الآلية في السنة الماضية في عشريتها الثانية. نعمل على الدوام بتوظيف جهودنا الخاصة وبالتعاون مع الأمم المتحدة والشركاء الدوليين من أجل تنفيذ وتحقيق التطلعات المعبر عنها في هذا المضمار، سنة بعد سنة، وعقدا بعد عقد. وعلى الرغم من الصعوبات الكبيرة والعراقيل الهائلة، فإننا مصممون على متابعة تنفيذ هذه الأجندة بكل انسجام وصبر ونشاط.

ومن أجل تحقيق تطلعات هذه الأجندة وأهداف وحدتنا التي تم وضعها في Africa Hall منذ عقود عديدة، ولأننا اليوم ونحن في Africa Hall الدولية بمعية الأمين العام للأمم المتحدة، فإننا نجدد مطالبتنا الملحة بإجراء إصلاح عاجل في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة حتى تأخذ القارة الإفريقية مكانتها الشرعية في هذه الهيئة بالغة الأهمية. ولا يخفى عليكم أن هذه الخطوة تعزز الشمولية وتعضد نظام الحوكمة العالمية، كما أنها تفتح الطريق نحو إصلاحات ضرورية إلى حد كبير يتعين إجراؤها على مستوى المؤسسات المالية الدولية والمنظمة العالمية للتجارة، وهي ستمكن في هذا المضمار من معالجة مسألة المديونية الإفريقية في أقرب الآجال.

تحيا إفريقيا وتحيا Africa Hall رمز الوحدة الإفريقية”.

ورافق معالي الوزير في حفل التدشين كل من سعادة السيدة خديجة امبارك فال، سفيرة الجمهورية الإسلامية الموريتانية لدى أثيوبيا والمندوبة الدائمة لدى الاتحاد الإفريقي واللجنة الاقتصادية لإفريقيا، والسيد أشرف محمد عبد الوهاب ودراكو، السفير المستشار المكلف بالقضايا الشاملة، والسيد با آمادو، المدير المساعد للتشريفات.

شاهد أيضاً

رئيسة جهة نواكشوط تشرف على توقيع اتفاقية مع أمين منطقة الرياض وعمدة اوترخت

أشرفت رئيسة جهة نواكشوط السيدة فاطمة عبد المالك إلى جانب أمين منطقة الرياض وعمدة اوترخت …