في يوم الاحد المواقف 11\09\2023 اجتمع المكتب التنفيذي للكونفدرالية الحرة لعمال موريتانيا CLTM اجتماعا استثنائيا لتدارس الوضعية الاقتصادية والاجتماعية التي يعيشها البلد حاليا ، و خلال هذا الاجتماع تمت مناقشة عدة قضايا جوهرية ضمن إطار تشخيص موضوعي معمق للأوضاع الراهنة .
و في هذا الصدد عبر أعضاء المكتب التنفيذي المجتمعون عن قلقهم البالغ ازاء حملات التسريح الجماعي للعمال و التلاعب الفاضح بحقوقهم و بمصالحهم، و خير مثال على ذلك ما حصل و يحصل الأن مع الحمالة و عمال الموانيء الذين يتعرضون لتصفية جماعية ممنهجة بتواطإ مكشوف بين الحكومة وارباب العمل وسط دعاية مضللة لطمس الحقائق و التستر على عملية التسريح الواسعة و غير المسبوقة .
كما تناول النقاش استمرار الانتهاكات المتكررة للقوانين و الاتفاقيات الدولية و الوطنية ، و التعطيل الحاصل لدى ادارة الشغل و مفتشياتها التي تقف عاجزة عن اداء مهامها و فرض التطبيق الصارم للنظم و الاجراءات ذات الصلة ، و كذلك سوء ادارة محاكم الشغل للملفات و النزاعات الإجتماعية المعروضة امامها مما يساهم بشكل خطير في تضييع حقوق العمال الذين فقدوا الثقة في امكانية انصافهم و حمايتهم من ظلم و تجبر اصحاب المصالح.
و بهذا الخصوص فان المكتب التنفيذي للكونفدرالية الحرة لعمال موريتانيا .
– يطالب بالوقف الفوري لهذه السياسات العبثية و غير الإنسانية التي تنم عن تهور و سوء نية و قلة مسؤولية اتجاه المصلحة العامة ، و تشدد المنظمة على تمكين الضحايا من كامل حقوقهم الثابتة و إعادتهم إلى عملهم في اسرع وقت .
– وإنه في ظل الوضعية الراهنة التي تتسم بتدني الاجور و المعاشات و ارتفاع تكاليف الحياة بسبب التضخم و الزيادات المتسارعة في اسعار المواد الاستهلاكية الاساسية و ما ينجم عن ذلك من ازمات اجتماعية مقلقة نتيجة المعاناة اليومية لغالبية الموريتاتيين ، فقد بات من الملح اعادة النظر فورا في انظمة الاجور و التقاعد و العمل على احداث زيادات معتبرة من شأنها ان تساعد في تخفيف وطأة الفقر و العوز عن عامة الناس.
– وقال المكتب إن “البطالة المنتشرة على نطاق واسع في أوساط الشباب وحملة الشهادات وغيرهم مصدر قلق بالغ الأمر الذي يدعو أكثر من أي وقت مضى إلى الشروع في تنفيذ استراتيجية وطنية شاملة وبعيدة المدى للتشغيل”.
– وشدد المكتب التنفيذي على ضرورة أن يتمتع كل الموريتانيين بحماية اجتماعية وأن يحصلوا على عقود عمل قانونية وموثقة تؤمن حقوقهم في العمل اللائق في جو من الأمن والسلامة المهنية مع التـأمين الكامل للضمان الاجتماعي والتأمين الصحي.
– و يعبر المكتب التنفيذي عن بالغ الإستياء من استمرار الممارسات اللا انسانية ضد العمال في عدد من الميادين على مرأى و مسمع من السلطات العمومية التي لا تكترث للأمر و لا تحرك ساكنا بسبب هيمنة و نفوذ لوبيات الفساد المتحكمة في مفاصل الدولة و من ابشع ما يحدث في هذا المجال هو الاستغلال البغيض للعمالة الوطنية الموريتانية في ظروف مأساوية ترقى إلى شبهة الاسترقاق داخل اسوار المنطقة الحرة بانواذيبو ، و سياسة العمل الباطني التي يستغل بها آلاف العمال بشكل مزري خارح نطاق القانون على يد الشركات الكبرى العابرة للحدود عن طريق الوسطاء المحليين .
– كما طالب بقطع الطريق على “ممارسي هذه الأعمال التى تدوس على كرامة البشر وتعبث بحقوقهم لصالح حفنة قليلة من المتنفذين والفاسدين منتهكة بذلك الاتفاقيات الدولية الأساسية ونظم العمل الجارية”.
– وتحدث المكتب عن “تفش خطير للفساد وايضا التمييز العنصري والاقصاء والحرمان الذي أصبح جزء من سياسة السلطة وسوء التدبير والتلاعب بمقدرات الدولة وتفشي الرشوة بشكل كبير مما خلق واقعا مزريا يعيشه اليوم الشعب الموريتاني ككل.
– وشدد المكتب على أن الحوار الاجتماعي المسؤول يعتبر أفضل سبيل لتجاوز الأزمات والوصول إلى حلول حقيقية ومستدامة للنزاعات والمشكلات المتفاقمة في مجال العمل.
– ودعا إلى الحكم الرشيد وأهمية العدالة والمساواة والنزاهة المطلقة والشفافية الكاملة في تدبير وتسيير الشأن العام مع العمل بمبدأ تكافؤ الفرص وأهمية سياسة توزيع عادل للثروة الوطنية على جميع مكونات المجتمع الموريتاني واعتماد قاعدة العدل والمساواة في الحقوق والواجبات والاحترام الدائم للقانون.
– و في الختام شدد المجتمعون على ضرورة خلق مناخ ملائم للرفاه الاجتماعي و للتنمية البشرية و العمل على بناء الدولة على اسس حديثة و تطوير البنية التحتية الضرورية لقيام نهضة اقتصادية شاملة تحقق طموحات الموريتانيين في الحياة الكريمة برفع مستوى الدخل ، و زيادة نصيب الفرد من الناتج الداخلي الخام مع الحرص على تامين خدمات اجتماعية ذات جودة في مجالات التعليم و الصحة والسكن و امدادات المياه و الكهرباء و المواصلات.
– و يوجه المكتب التنفيذي للكونفدرالية الحرة لعمال موريتانيا CLTM نداء لكافة العمال الموريتانيين من اجل التعبئة و وحدة الصف و الاستعداد الدائم للوقوف في وجه التحديات المحدقة و من أجل الدفاع عن المكتسبات .
اللجنة الاعلامية