دعا المشاركون في مؤتمر علماء الساحل والسودان المنعقد في نواكشوط الأطراف المتنازعة في السودان إلى إيقاف القتل والقتال وتغليب المصلحة العامة صونا للدماء المعصومة والأعراض المصونة.
كما طالب المؤتمر في بيانه الختامي باعتماد الحوار وسيلة وحيدة لحل النزاعات والصراعات، بالاستناد إلى قوة المنطق لا إلى منطق القوة، وتبني مبادرات سلمية، يقودها أبناء البلد المخلصين من أجل إنهاء القتال.
ورأى المشاركون في المؤتمر أن ما تشهده القارة الإفريقية من أزمات وحروب، وما تعيشه الآن في أجزاء منها، وخاصة دول الساحل والسودان، يذكر بشرور الحرب وبشاعتها وخطورة آثارها وتبعاتها.
وشددوا على قناعتهم أن الحرب لا يمكن أن تكون حلا، وأن سفك الدماء لا يزيد الأوضاع إلا تعقيدا، مذكرين بأن أحداث أزمة السودان تتدهور بشكل مؤسف، والأزمات الحاصلةَ في بعض دول الساحل مستمرة ومأساوية، ولا تزيدها الأيام إلا اشتعالا، وتكاد بسببها تضيع أجيال كاملة،
وقال المشاركون في المؤتمر إنهم نظموه سعيا إلى جعل السلم البساط الذي تطرح عليه كل الاختلافات من أجل الحل المرضي للجميع بالتعاون والحوار وتقديم التنازلات الإيجابية، واستباقا لأي هزات ارتدادية ونزاعات متلاحقة في أجزاء أخرى من القارة، واستشعارا للحاجة إلى تكامل الجهود، كلّ من موقعه ودائرة تأثيره، للإسهام في جهود السلم والمصالحة.
كما أنه جاء – وفقا للبيان الختامي – استثمارا للخبرة التي راكمها المؤتمر الإفريقي لتعزيز السلم في دوراته ولقاءاته وأنشطته الماضية، والتي شارك فيها عدد من الرؤساء والزعماء الأفارقة ومئات من العلماء والرؤساء والوزراء والخبراء وقادة المجتمع المدني، واستكمالا للعمل الذي تم القيام به خلال السنوات الفارطة.
وأوصى المشاركون في المؤتمر بتشكيل فرق عمل لمتابعة الوضع في الدول المعنية، والسهر على تنفيذ مخرجات هذا اللقاء التشاوري، وتطوير ما قدم فيه من أفكار وتصورات، وقد خول المشاركون المؤتمر الإفريقي لتعزيز السلم للعمل على ذلك.
كما دعوا المجتمع الدّولي إلى احتضان هذه المبادرة، وتبني توصياتها التي تعزّز الجهود الحالية، وحثوا القيادات الدينيّة على القيام بالتوعية بأهمية تحقيق السلم ونبذ خطاب الكراهية والاقتتال ونشر دعوة المصالحة بين الناس، ودعوة الأطراف المتصارعة، إلى تغليب المصلحة العامة والحفاظ على الأوطان.
وأكد المشاركون في المؤتمر ضرورة القيام بعمل مستعجل لمساعدة اللاجئين والمهجرين من هذه الدول، من خلال تأمين الملاذ الآمن والاحتياجات الطبية والغذائية لهم، وإنشاءُ وتنظيم قوافل للسلام، يقودها الأئمةُ والقيادات المجتمعية من مختلف العرقيات والقبائل، ليكونوا رسل وئام وسلام في المناطق التي تعاني من الحروب الأهلية والصراعات الدموية.
وطالب المشاركون في المؤتمر بدعم المبادرات المحلية التي يقودها الأهالي على مستوى القرى والمدن لوقف إطلاق النار والمصالحة وتوسيع هذا النموذج الإيجابي في باقي مناطق الصراع، وتعزيزُ وتفعيلُ دور الشباب والنساء في بناء السلم المحلي، والإسهام في رسم السياسات وبناء الشراكات، لتعزيز استقرار المجتمعات وحفظ السلم فيها، ووضع إطار شامل لتنسيق جهود السلام ومبادرات المصالحة وإنشاء لجنة دائمة للحوارات والمصالحات من علماء الساحل والسودان.
ــــــــــــــــــــــ
– لقراءة نص البيان الختامي اضغطوا هنا أو زوروا ركن وثائق