قُبيل اجتماع مرتقب للقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في فلوريدا، يضع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي هجوم كييف الأخير في صدارة المشهد، معبرًا عن إحباطه من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في لقاء يسعى من خلاله لدفع مسار إنهاء الحرب المستمرة منذ قرابة أربع سنوات.
لقاء مارالاجو
من المقرر أن يلتقي زيلينسكي ترامب اليوم الأحد في مقر إقامة الأخير بمنتجع مارالاجو في فلوريدا، في جولة جديدة من المحادثات الهادفة إلى إنهاء الحرب مع روسيا.
وسيناقش الطرفان نسخة محدَّثة من خطة سلام توسطت فيها الولايات المتحدة لم تحظَ بدعم موسكو حتى الآن، إلى جانب مقترحات منفصلة بشأن ضمانات أمنية أمريكية.
ويأتي الاجتماع عقب قصف روسي مكثف استهدف كييف خلال عطلة نهاية الأسبوع، استمر نحو 10 ساعات، وشمل صواريخ وطائرات مُسيَّرة، وأسفر عن مقتل شخصين وإصابة 32 آخرين، بحسب السلطات المحلية.
وقال زيلينسكي إن الهجوم يظهر أن موسكو لا تريد السلام.
ومن المتوقع أن يطرح الرئيس الأوكراني قضيتي الضمانات الأمنية والتنازلات الإقليمية، وهما ملفان لم تُبدِ روسيا استعدادًا للتنازل بشأنهما سابقًا.
سيناقش الجانبان أيضًا خطة سلام جديدة من 20 نقطة، وهي نسخة منقَّحة من خطة سابقة من 28 نقطة أعدها المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف، وكانت تعد مواتية لروسيا.
ولا تزال السيطرة على إقليم دونباس شرقي أوكرانيا نقطة خلاف رئيسية، إذ تسيطر موسكو على نحو 75% من دونيتسك ونحو 99% من لوهانسك، وقال زيلينسكي إن فكرة المنطقة الاقتصادية الحرة قد تكون خيارًا، فيما لم يعلق الكرملين على عرض سحب القوات إذا انسحبت روسيا أيضًا.
في المقابل، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن أوكرانيا ليست في عجلة لحل النزاع سلميًا، مضيفًا أن روسيا ستحقق أهدافها عسكريًا إذا لم ترغب كييف في الحل السلمي.
وأبدى زيلينسكي تفاؤله بالخطة الجديدة، واصفًا إياها بأنها وثيقة تأسيسية لإنهاء الحرب، مؤكدًا أنها اكتملت بنسبة 90%، لكن ترامب قال في مقابلة مع بوليتيكو إن زيلينسكي لا يملك شيئًا حتى يوافق عليه، مضيفًا أنه يتوقع رؤية المسودة اليوم الأحد، وأنه يتوقع أيضًا التحدث مع بوتين قريبًا.
تداعيات القصف
عقب اجتماعات مع رئيس الوزراء الكندي مارك كارني، قال زيلينسكي إن الهجوم الروسي الأخير كان ردًا على الجهود السلمية، مؤكدًا أن مواقف قوية مطلوبة للمضي قدما.
وأشار المستشار الألماني فريدريش ميرز إلى أن كييف تحظى بالدعم الكامل من القادة الأوروبيين وقادة حلف شمال الأطلسي.
وقال مسؤولون أوكرانيون إن الهجوم ألحق أضرارًا جسيمة بالبنية التحتية للطاقة، وأصبحت 40% من المباني السكنية في كييف والمناطق المجاورة بلا تدفئة.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها استخدمت أسلحة دقيقة بعيدة المدى لاستهداف منشآت طاقة تزعم أنها تخدم القوات المسلحة الأوكرانية، ووفقًا لمسؤولين أوكرانيين نقلت عنهم “بي بي سي”، وجهت روسيا نحو 500 طائرة مُسيَّرة و40 صاروخًا إلى كييف، ما أدى إلى أضرار واسعة في المباني السكنية.
ورفعت بولندا حالة التأهب لدفاعاتها الجوية قبل أن تعلن عدم تسجيل أي خرق لمجالها الجوي، وفي المقابل، قالت موسكو إن دفاعاتها الجوية أسقطت نحو 200 طائرة مُسيَّرة أوكرانية فوق عدة مناطق روسية، بينها ثماني طائرات فوق موسكو.
الهضاب إنفو موقع إخباري مستقل