الهضاب إنفو موقع إخباري مستقل
الأمر يبدأ من لحظة رفعك للهاتف، ففي جزء من الثانية تقوم الكاميرا بتحويل صورتك إلى نقاط وملامح رقمية، لا ترى وجهاً كما يراه الإنسان، بل ترى أنفاً يُقاس بزوايا، وعينين تُقاسان بالمسافة بينهما، وحدود فم وخدين تتشكل كمعادلات هندسية.
بعد التقاط هذه الملامح تُحوَّل الصورة إلى خريطة مكوّنة من مئات القيم الرقمية التي تُسمى *معالم الوجه*.
ثم يدخل الذكاء الاصطناعي ليقارن هذه الخريطة مع نماذج ضخمة دُرّبت على ملايين الوجوه، فيبحث عن الأنماط المتكررة: شكل العينين، انحناء الجبهة، طول الأنف، وحتى موقع الذقن. إذا وجد تشابهاً كبيراً، تعلن الكاميرا أنها تعرفت على وجه. العملية ليست مجرد مقارنة صور، بل تحليل هندسي عميق يعتمد على شبكات عصبية قادرة على التعلم من الأخطاء وتحسين نفسها مع الوقت. وكل هذا يحدث في أقل من ثانية واحدة، بينما نظن أن الكاميرا مجرد عدسة، لكنها في الحقيقة آلة رياضيات وذكاء تبحث خلف كل وجه عن بصمته الفريدة.
