الفساد هو إساءة استخدام المنصب أو الموارد لغايات شخصية، وهو من الآفات الخطيرة التي تنخر في جسد المجتمعات والدول، ويترك آثارًا سلبية، ويُلقي بظلاله على عجلة التطوّر فيوقفها، مما يُسبب شرخًا في بنيان الدولة، وتوقفه مبنيّ على محاسبة الفاسدين بشكلٍ صارم، ومنعهم من الاستمرار في استهتارهم في استغلال سلطاتهم، سواء السياسية أو الاقتصادية أو الإجتماعية.
للفساد أشكالٌ عدة، وفي كلّ شكلٍ من هذه الأشكال العديد من الأمثلة التي تحمل كل سلبيات الفساد، وتُؤدي إلى آثار لا تُحمد عاقبتها، وهذه الأشكال هي :
الفساد السياسي يندرج تحت قائمة الفساد السياسي العديد من التجاوزات والتي تتمثل في: تقديم دعم مالي لأحزاب سياسية من قبل أفراد للحصول على مصالح معينة، أو خيانة المصالح الوطنية لصالح جهات خارجية، أو إخضاع المواطنين لتنفيذ قوانين معينة ليست في صالح الوطن.
الفساد الاقتصادي : يتمثل بالعديد من التجاوزات مثل: التكسّب من الوظيفة بشكلٍ غير مشروع، والسرقات المالية، والتسهيلات المقدمة لأشخاص معينين مقابل أموال، بالإضافة إلى تزوير الأموال واختلاسها من الأشخاص والمؤسسات بطرقٍ غير مشروعة.
الفساد الوظيفي يتمثل هذا الشكل من أشكال الفساد بالمحسوبية التي تمنح حقًا لموظف إلى موظف آخر لا يستحق، كتعيين الأقارب والأصهار في وظائف لا يستحقونها، بالإضافة إلى استغلال الوظيفة والمنصب بشكلٍ غير مشروع، وتقديم المصلحة الخاصة في الوظيفة على المصلحة العامة، كالحصول على تعيين في شركة خاصة مقابل تقديم تسهيلات في مؤسسة عامة من قبل المسؤول.
الفساد الأخلاقي من أخطر أشكال الفساد، لأنه يؤثر على منظومة الأخلاق ويهدمها، ويتمثل بطرقٍ عدة مثل: شراء أصوات الناخبين، الابتزاز، تقديم المصلحة الخاصة على المصلحة العامة عند تضارب المصالح، وتقديم الرشوة التي تُعدّ من أكثر أشكال الفساد انتشارًا حول العالم، ولها خطورة كبيرة جدًا.
ومن المؤسف جدا أننا في موريتانيا نعيش جميع هذه الأشكال وبشكل لايتصوره العقل ولايسكت عليه عاقل.
محمد عالى ولد محمد امخيرف
كاتب ومحلل سياسى واجتماعى