التَّفْحِيط كلمة عربية

التَّفْحِيط : ظاهرة لرياضة وهواية منتشرة لعقود من الزمن بين الشباب العرب وخصوصًا في المملكة العربية السعودية، وقد نشأت لأول مرة في الرياض، والتفحيط مجموعة حركات يقوم بها المُفَحِّط بالسيارة في الطرق السريعة ويتجمهر لها الشباب، ويركب معه عادةً “المُعَزِّز” وهو الشخص الذي يحفّز ويشجع السائق أثناء التفحيط، ويكون على سرعات عالية جدا تتراوح بين 160 ~ 260 كيلومتر في الساعة، ثم ينزلق بالسيارة بالسرعة العالية على أحد جانبيها والتحكم بها، حيث يكون اتجاه العجلة الأمامية مخالفًا للاتجاه الذي تسير فيه السيارة، وكذلك تدوير السيارة بزوايا 180 و360 درجة بشكل متكرر ودوري، وأداء الدورانات والمنعطفات، وفي كل ذلك تكون السيارة تحت سيطرة القائد.

سيارة تويوتا سوبرا في عرض تفحيط في أتلانتا، جورجيا عام 2005

وقد وافق مجلس الوزراء السعودي بتاريخ 1 ذو القعدة 1428 – الموافق – 11 نوفمبر عام 2007م على سنّ قانونٍ يجرّم ويمنع التفحيط الغير مرخّص ويُغرّم مرتكبه، وقد تصل به للسجن ومصادرة السيّارة وغرامات تصل لسعر السيارة، وذلك لمكافحة الظاهرة بعد زيادة شعبيتها، وقد أُنشئت بطولات رسمية للتفحيط في مناطق متنوعة بإشراف الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية، وبحضور آلاف المشجعين، لتكون منظمة وتحت مظلة رسمية تضمن السلامة.

مِن أشهر من عُرفوا في مجال التفحيط “أحمد شتيوي الرويلي العنزي” (وُلد عام 1992م) ويُلقب باسم (كِنق النظيم، بالإنجليزيةKing AlNazeem)، ولُقِّب بذلك لأنه أحد سكان حي النظيم في الرياض، ويعرف باستخدامه سيارات مختلفة للتفحيط (سوناتا – أكورد – كامري)، إذ كان يحشد التجمعات والجماهير ويُحدّد موعدًا من خلال أجهزة البلاك بيري للتجمع بين الرياض والقصيم، وعُرف بقيادته في شوارع عامة بدلاً من الساحات الواسعة، كما أنه كان يفحّط عكس السير، وكان يَخرج وأصحابه من نوافذ السيارة أثناء التفحيط حاملين وملوِّحين بالأسلحة، واشتهر على مواقع التواصل بتوثيقه للتفحيط من داخل السيارة، وتعد قضيته من أشهر القضايا، إذ يعتبر الحكم الذي صدر بحقه الأقسى من نوعه، حيث حكم عليه عام 2014م بالسجن لعشر سنوات، وقد طالب أحد القضاة وقتها بقتله تعزيرًا وذلك بعد موت صديقه الذي كان برفقته، لكن خُفف الحكم لاحقًا ليصل في عام 2015م إلى 6 سنوات سجن و600 جَلدة، لكن حتى بعد تخفيف الحكم إلا أنه ظهر من السجن في شهر رمضان بتلك السنة ولم يكمل المحكومية وذلك لأنه أعلن توبته، وقد أثار استغراب الناس خروجه السريع، فصرّح وقتها المتحدث الرسمي للمديرية العامة للسجون العميد الدكتور “أيوب بن حجاب” أنه حفظ أجزاء من القرآن الكريم وهو ما أهّله لتخفيض محكوميته وإطلاق سراحه، وما إن خرج حتى عاد لساحات التفحيط، وقد أُعلن عن وفاته يوم الجمعة بتاريخ (22 ذو الحجة 1437هـ – الموافق – 23 سبتمبر 2016م) عن عمر 23 سنة، في حادث عرضي أثناء تفحيطه بسيارة مستأجرة بعد أن عاد لها بعد توبته وخروجه، إذ انحرفت سيارته واصطدمت بالسياج الحديدي على طريق القوات بالرياض.

شاهد أيضاً

وزير الخارجية يتسلم أوراق اعتماد السفير الفرنسي الجديد بنواكشوط

تسلم وزير الخارجية، محمد سالم ولد مرزوك، اليوم بنواكشوط، نسخة من أوراق اعتماد السفير الفرنسي …