لا شك ولا جدال في ما تمثله المؤسسة العسكرية، من أهمية بالغة في حياة الشعوب والدول،
ناهيك عن كونها العنصر الحامي للحوزة الترابية والضامن للاستقرار والأمن الوطني
وليست مؤسستنا العسكرية، استثناء، فلعبت منذ اليوم الأول على إنشاءها دورا محوريا في الحفاظ على كيان الجمهوية الإسلامية الموريتانية باعتبارها دولة لكل الموريتانيين، واقفة في كل ما يهدد أمن أمتنا.
وقد شهدت موسستنا العسكرية الموريتانية، الكثير من التطور والتقدم عبر السنين، فنالت الإشادة والتنويه والتكريم على أدوراها في حفظ السلام في كثير من مناطق النزاع في العالم، وخاصة القارة الإفريقية
نظرا لما تملكه من أسلحة وعتاد وناصر متمرنة وكفؤ.
وجدير عن البيان الصادر أهمية ما يمثله العنصر البشري في نجاح اي مؤسسة وبلوغها لأهدافها، فهو المحرك الرئيسي والضامن للتطور والنجاح المستمر كما أن لتجربة أيضا سهمها.
وعليه وفي نهاية العام الجاري، ستخسر مؤسستنا العسكرية بحكم التقاعد، مجموعة كبيرة ووازنة من الضباط السامين، تختلف رتبهم وتتنوع، لكن العامل المشترك بينهم جميعا، هو التفاني في خدمة المؤسسة العسكرية.
وبالنظر إلى حجم الخسارة وعدد تلك المجموعة، وعطفا على الوضعية الأمنية في المنطقة وشبه المنطقة التي تتسم بعدم الاستقرار، فإننا نسوق مجموعة من المبررات المنطقية التي إن اخذت بعين الاعتبار، سيمكن تفادي تلك الخسارة الكبيرة.
ومن تلك المبررات:
أولا: سن التقاعد في العديد من البلدان والمنظمات الدولية 65 سنة فمثلا: الجزائر و السنغال و فرنسا سن التقاعد 65 سنة، فلماذا لا نحذو حذوهم ولدينا كل الأسباب الدافعة لذلك، خصوصا أن هنا سن التقاعد في الوظيفة العمومية لدينا أصبح 65 سنة للمدنيين.
ثانيا: الأجيال الجديدة من المؤسسة العسكرية ينقصها الكثير من التكوين والخبرة، عكس الجيل القديم،وعليه يجب أن نحافظ ذوي الخبرة حتى ينقلو خبرتهم إلى الجيل الجديد.
من خلال ما سبق يمكننا القول، إن المقاربة الأنجع للحفاظ على مكتسبات مؤسستنا العسكرية هو الحفاظ على تلك المجموعة حتى يحدث التكامل والتناقم داخل المؤسسة من أجل أهدافها النبيل في خدمة الوطن والمواطن.