فى أجواء الفرحة يتعطل الكابح وينام الرقيب الديني والجمعي

كيف حدث ذلك
نقاش مسيرة سيدي ول التاه المهنية، وأدائه خاصة هنا في وزارتي الاقتصاد والمالية، وفي المصرف العربي للتنمية الاقتصادية في إفريقيا..
ونقاش برنامجه للبنك الإفريقي.. أو نقاش استفادة بلادنا المحتملة من وجود الأطر من نوعه في مؤسسات دولية..أو التعليق على الحملة التي تمت لانتخابه ودلالات ذلك الانتخاب..
كل ذلك وغيره لا أهمية له، الأهم هو هذا العناق..
لقد نجحنا في هذا البلد في القضاء تماما على كل المحرمات والرذائل: الكذب، السرقة، الغش، النفاق، الرياء، الخيانة، الكبر.. ولم نكن نتوقع من ول التاه خاصة أن يكسر محرم منع الاختلاط الذي يوليه فقهاء الصحوة أهمية قصوى حتى بالمصافحة فكيف بالعناق!!
ويقولون لحظة فرح!
هذه أكبر من أختها، فالفرح محرم هو أيضا أصلا، بل هو من أشد المحرمات..

قبل الصحوة كانت الكثير من المجتمعات الإسلامية لا تجد بأسا في المصافحة بين النساء والرجال ولا في كل أشكال الاختلاط البريئ..
الصحوة التي أحلت الكذب والكثير من الموبقات المرتبطة به، تركز على الفصل التام بين الجنسين، كخطوة أساسية في استعباد المرأة وإبعادها..
أما الفرح فلا مكان له فيها، بل هو من أكبر أعدائها..

بالنسبة للإنسان العادي السليم لا يمكن أن يكره الفرح.. لا أتحدث عن السيكوباتيين..
والصورة من أجمل الصور التي يمكن أن يتم تداولها في المشهد العام عندنا..
صورة فرح صادق حد البكاء..
صورة تمثل الانتماء الأصيل للوطن واللهفة له وعليه..
هناك لحظات نادرة نحس فيها أحيانا أن الشخصيات العامة بشر حقيقيون من لحم ودم وليسوا مجرد قناع زائف..
الصورة تجسد لحظة من تلك اللحظات..
المؤسف أننا من ذلك النوع من المجتمعات الذي يفضل غالبا القناع على الإنسان..
ولابد أن نقف هنا لنتاساءل عن الإنسان من هو ،وما دلالات إنسانيته هل هي كونه لحم ودم ام كونه ممتن بنعمة خالقه وممتثل لأوامره ؟؟!!.

شاهد أيضاً

أرباب العمل الموريتانين فى مكتب رئيس الجمهورية

في إطار سياسات الانفتاح والشراكة بين القطاعين العام والخاص، وتجسيدا لرؤيته المتمثلة في بناء اقتصاد …