أكثر من نصف مليون شخص مهددون بانعدام الأمن الغذائي في موريتانيا مشاركة

كشفت نشرة SIG Sahel – ACF ضمن برنامجها للرصد والإنذار المبكر في الساحل، اعتمادًا على تحليل “الإطار المنسق” (Cadre Harmonisé) لشهر مارس 2025، عن أرقام مقلقة بشأن وضعية الأمن الغذائي في موريتانيا.

فوفقًا للنشرة، يُقدّر عدد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد (المرحلة 3 “أزمة” أو أسوأ) خلال الفترة الحالية (مارس – أبريل – مايو 2025) بـ 365,705 شخصًا، أي ما يعادل 7.4% من السكان الذين شملهم التحليل.

ومع اقتراب موسم العجز الغذائي (juin–septembre 2025)، تتوقع SIG Sahel أن يرتفع هذا الرقم ليبلغ 590,482 شخصًا، أي 12% من السكان الذين خضعوا للتحليل الغذائي.

وتتركز هذه الفئات المتضررة في عشر مقاطعات، من أبرزها الحوضين والعصابة وكوركول وكيدي ماغه، وهي مناطق معروفة بهشاشتها الغذائية وتعرضها المتكرر للجفاف والنزوح.

وتحذر النشرة من أن هذه التقديرات قد تكون أقل من الواقع، نظرًا لعدم شمول التحليل للاجئين الجدد، خصوصًا من مالي، وللصعوبات التقنية في جمع البيانات، إضافة إلى غياب مسح SMART لعام 2025، وعدم أخذ الآثار المركبة للأزمات في الاعتبار، مثل الفيضانات الأخيرة وارتفاع أسعار المواد الغذائية وتراجع المساعدات الدولية.

كما أشار التقرير إلى أن أسعار الذرة الرفيعة شهدت ارتفاعًا حادًا بلغ +39% لنوع “تغليت” و+50% لنوع “البشنه”، فيما ظلت أسعار المواد الغذائية عمومًا أعلى بكثير من المتوسط الخماسي، ما يفاقم من ضعف القدرة الشرائية للأسر الهشة.

ويأتي هذا في ظل ضغط متزايد على الموارد الطبيعية بفعل موجات نزوح الماشية، وحرائق الغابات، وتراجع التوازن البيئي، في حين تشهد برامج الدعم الغذائي الدولية تهديدًا مباشرًا بعد قرارات الإدارة الأمريكية بتعليق جزء من مساعداتها الخارجية وتفكيك الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، الأمر الذي ينعكس سلبًا على استجابة المجتمع الإنساني في شرق موريتانيا.

وتدعو SIG Sahel – ACF إلى تكثيف التدخلات الإنسانية الاستباقية، وزيادة التنسيق بين الشركاء المحليين والدوليين، لضمان حماية الفئات الأضعف وتفادي تفاقم الأزمة خلال الأشهر القادمة.

شاهد أيضاً

مصرف شنقيط ساعتان من العمل وثمان ساعات من الاضراب

عرف الموريتانيون مصرف شنقيط منذ عقود ،واحتل مكانة خاصة فى قلوبهم ،نمت تلك العلاقة وترعرعت …