لماذا يحطم الطلاب محتويات المطعم الجامعي

تناقلت العديد من الوسائط فيديوهات تظهر عملية تخريب طالت المطعم الجامعي بجامعة نواكشوط العصرية، وقام الطلاب أثناء العملية بكسر الطاولات ومحتويات المطعم، كما أظهر فيديو آخر سرقة بعض المحتويات ونقلها إلى السكن الجامعي.

وبغض النظر عن الموقف من تصرف الطلاب فإن تساؤلا يفرض نفسه بقوة هو لماذا لجأ الطلاب إلى هذا الأسلوب المدان خاصة أن من ضمنهم من يدرسون في كلية العلوم القانونية.

حسب المعلومات التي وصلتنا فإن المحتجين قرروا التحرك للتعبير عن رفضهم لما اعتبروه تجاوزا على حقهم في حضور إفطار نظمه رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني على شرف طلاب الجامعة، حيث تم استدعاء ما يناهز 250 طالب لحضور الإفطار، لكن المحتجين رأوا أن تغييبهم جاء بسبب تعويضهم بشباب من خارج الجامعة وذلك لضمان عدم حدوث انفلات يكشف الجانب الفارغ من الكأس.

بعض المحتجين كانوا يهتفون لا لتعويضنا بأبناء أغنياء تفرغ زينه، الأمر الذي يعكس درجة نقمتهم على سياسة الإحلال التي تمارس عادة من قبل بعض الأطر والنافذين كلما قرر الرئيس زيارة مرفق أو مدينة داخلية، حيث يتسابقون لانتزاع مقدمة المشهد من الساكنة المحلية، وهو تصرف دأبت على مجاراته جميع الأنظمة المتعاقبة، ليرضى الفقير الصابر من الغنيمة بالإياب.

صحيح أن ما قام به طلاب الجامعة مدان جملة وتفصيلا لأن المطعم الجامعي مرفق عمومي تحطيمه يعرض مرتكب الفعل للمساءلة القانونية، وهو ما سيتم لامحالة، لكن يجب أيضا مساءلة المتسبب في ردة الفعل، ووضع حد لظاهرة استقبال الرئيس من طرف غير المعنيين الذين تتكرر مشاهدهم في كل محطة يزورها لمجرد التقاط الصور وهم يصافحونه، بينما في الخلفية يقف مواطن يعاني صروف الدهر ينشد إسماع صوت عصافير بطنه لرئيس يفترض أن يتمثل قوله صلى الله عليه وسلم كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.

شاهد أيضاً

إذاعة فرنسا الدولية تشحن نفوس السينغالين ضد موريتانيا

تواصل إذاعة فرنسا الدولية سياسة إذكاء النعرات وشحن عواطف الدهماء في الجارة السنغال ضد موريتانيا، …