يقول ميخائيل نعيمة عن صديقه نسيب عريضة: شعره يصور كل الجمال الذي يكمن في روحه ويعكس شخصيته الرقيقة الخجولة التي كانت بعيدة عن التكبر والتظاهر.
هذا الشاعر العليل بالرقة وصاحب الحنين العميق الى الوطن والتعبير عن أمنية العودة حيا او ميتا.وكتب قصيدة “الى حمص ام الحجارة السود”.
التفت نسيب عريضة الى واقع الأمة العربية وراح يستننهض همتها للدفاع عن فلسطين ولما انتابه الياس من الشعب العربي كتب قصيدته المشهورة “النهاية” ومتسائلا كيف يقبل هذا الشعب الذل والهوان على يد جلاديه من العثمانيين حتى الانتدابيين. في هذه القصيدة بيت سمعت المفكر قسطنطين زريق يردده مرارا وتكرارا وهو “ليس تحيا الحطبة” . ويقول في القصيدة: كفنوه/ وادفنوه/اسكنوه هوة اللحد العميق/واذهبوا لا تندبوه فهو شعب/ميت لا يفيق/هتك عرض/نهب ارض/شنق بعض/لم يحرك غضبه/ فلماذا تذرف الدمع جزافا/ليس تحيا الحطبة/ ليس تحيا الحطبة/. اختصر نسيب عريضة مأساة الشعب العربي في هذا البيت.
نذكر ايضا ان في رصيده قصتين: “الصمصامة” و “ديك الجن الحمصي”، ونصاً عن احتضار ابي فراس. كما أنه ترجم العديد من الكتب الروسية.
توفى نسيب عريضة في العام 1946 إثر معاناة أمراض القلب. فكتب نعيمة إثر وفاته: “انا لو شئت ان اصف الفقيد بكلمتين لأسميته شاعر الطريق فما وقفت بين شعراء عرب وغير عرب على شاعر أفاض وابدع في وصف طريق الحياة…الى حد ما فعل نسيب عريضة”.
وكتب الشاعر ايليا ابو ماضي قصيدة في رثائه بعنوان “الغائب الحاضر” يقول فيها: مضى الذي كان في البلوى يعزينا/ وكان يحيي اذا ماتت أمانينا/ ويسكب السحر انغاما ويسقينا/ مضى نسيب النبي المصطفى فينا /وصار جسما رميما في يد القابر/لسوف يرجع عطرا في الرياحين/ او نسمة تتهادى في البساتين/او نسمة في ثغور الخردة العين/ فالموت ما هو إلا هيكل الطين/ لا تحزنوا فنسيب غايب حاضر/.
واخيرا نسيب عريضة شاعر مهجري مجدد كتب إحساسه الصادق قصائد وكلمات. وعلى ما يقول الناقد محمد مندور: “هو خير ما نعرف من شعر رومانتيكي لا شعر أولئك الصغار الذين اتخذوا من الرومانتزم مذهبا أدبيا يتصنعون فيه النحيب بل كبارهم الذين أصدروا عن حالات نفسية صادقة”.