رغم استحواذه على كافة المزايا: ماذا قدم تجمع الصحافة المستقلة لصالح النظام..
عقب توليه الرئاسة عام 2014 اعتبر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن سلفه جمال عبد الناصر كان محظوظا بإعلامه، لأنه “كان يتحدث والإعلام معه”.
كانت تلك الكلمات إشارة البدء لانطلاق خطة السيطرة على المحتوى الإعلامي والفني، والتي بدأت مع تولي الرجل مقاليد السلطة في البلاد
وفشلت الشركة المتحدة ممثلة في رئيسها “تامر مرسي” بسبب انتقادات واسعة للعملية ووصفها بالفساد والتمالؤ، ليعيد النظام الكرة من جديد بطرق غير مباشرة عبر رجال أعمال مقربين؛ فكانت شركة إعلام المصريين لصاحبها رجل الأعمال أحمد أبو هشيمة، التي اشترت عددا من المؤسسات الإعلامية، قبل أن تشتريها شركة “إيجل كابيتال” المملوكة للمخابرات برئاسة وزيرة الاستثمار السابقة داليا خورشيد وزوجة محافظ البنك المركزي طارق عامر.
أسندت “إيجل كابيتال” رئاسة مجموعة إعلام المصريين إلى المنتج الفني تامر مرسي صاحب شركة سينرجي للإنتاج الدرامي، ليتوسع مرسي وإعلام المصريين في شراء المزيد من الفضائيات وشركات الإنتاج والسيطرة عليها من جديد وتوجيهها في خدمة النظام.
حاول بعض (الصحفيين)في مورتانيا نسخ هذه التجربة وتطبيق النظرية على مقاس شعب الله المنحوس وبصيغ تختلف تماما لكنها أقنعت الأمين العام للرئاسة انذاك ووزير الثقافة حينها ومدير ديوان تلك المرحلة، حيث اتفقت عدة مؤسسات إعلامية ومن يصفون أنفسهم بعمداء المهنة تفاؤلا على انشاء كيان ضم كل التناقضات في الحقل الإعلامي ويتبع كل عنصر فيه لدولة اقليمية أو تيار إديولوجي، واتباع رجال اعمال عقيدتهم النهب عبر الصفقات العمومية يميزهم الكرم المافيوي لإستقطاب أكبر عدد ممكن من المرتزقة المستميتين في الدفاع عنهم شعرا ونثرا والتغطية على مؤامراتهم الرامية إلى السيطرة على أركان النظام.
سيطرت العصابة الإعلامية على كل العقود والمزايا موغلة في استفزاز المسؤولين لصالح توفير خدمة عناصرها والإستحواذ على معظم مناصب الخلايا الإعلامية في كافة قطاعات الدولة لكن دون تقديم أي خدمة أو دفاع عن النظام، بل وحتى تسويق وترويج انجازاته امتنعو عنه، بحجة أنهم غير مستعدين للإحتراق، لكن الحقيقة هي أن ولاءهم لأسيادهم الأجانب أو كياناتهم المحلية الهادفة إلى قلب نظام الحكم لصالح شرذمتهم السياسية المتغلغلة في الأوساط الإدارية للبلاد.
كتبت هذه المقالة للفت انتباه السلطات العليا وتدارك الموقف بعد سيطرة الكيان على مقاعد لجنة صندوق دعم الصحافة المستقلة المشكلة الأسبوع الماضي للمرة السادسة على التوالي أي منذ تولي فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني مقاليد الحكم، كمثال فقط على هيمنتهم على كل مايمت بصلة بالإعلام دون تقديم أبسط خدمة للنظام وكأن لسان حال عقدهم يقول إن كل تلك السيطرة والمكاسب مقابل السكوت فقط عن مايعكر صفو النظام متفرغين لخدمة اجندتهم الدولية والإقليمية المقزمة لحجم موريتانيا في المنطقة، ومطبقين نظرية خذ خيرها ولاتجعلها وطنا.
*الشيخ سيد محمد محمد المهدي بوجرانه*