هل لازالت العائلة بخير ؟

بين التارة والأخرى يطرح السؤال نفسه هل لا زالت العائلة بخير على سنن الأوائل أم حادت ؟

نعم حادت يسيرا كما شهدت العادات تغيرا وجيزا
وقد خلق هذا التغيير على مستوى المسار الاجتماعي و الثقافي و للعائلة عدة إشكاليات، لعل أهمها : كيف يمكن للعائلة ذات النمط المحلي أن تعيش حاضرها بعاداتها و تقاليدها الموروثة من الزمن الماضي؟

هي عادات وتقاليد جديدة تحمل بين طياتها مبدأ الاندماج والمسايرة قد لا تؤثر سلبا على الكيان العائلي المحلي..
.ومن المعلوم أن مقياس حضارة و هوية العائلة هي بمقدار ما تنتجه من عادات و تقاليد خاصة بها من جهة و من جهة أخرى هي بمقدار ما توليه من اهتمام ومحافظة على عاداتها وتقاليدها الأصلية و اللصيقة بكيانها الروحي والمادي ومصدر هويتها الثقافية والحضارية عبر مراحل تاريخها الطويل، لأن العائلة كمجتمع صغير يخضع أفرادها في تفكيرهم واتجاهات سلوكهم إلى مجموعة من التنظيمات المكتسبة و المعروفة باسم الثرات الإجتماعي أو الثقافة والحضارة و هي جميع مرادفات لمدلول واحد يشمل ما يوجه الحياة الإنسانية من جوانب مادية و غير مادية، من عادات وتقاليد وقيم و لغة و نظم اجتماعية، إن هذه القوة الاجتماعية في كل مجتمع تختلف عن غيره من المجتمعات بما يميز كل مجتمع ويؤثر في حياة الأفراد و تحيط تفكيرهم واتجاهاتهم وسلوكهم بإطار عام يتحركون في محيطه و بوحيه.

ليس المهم هنا أن نسرد كل العادات و التقاليد العائلية المحلية لأنها عديدة و متنوعة، ، ولكن لا يسعنا القول أنها مست كل جوانب الحياة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية و السياسية والفكرية من شعر، غناء، ر لباس، أعياد، أعراف… فهي ممارسات أنتجتها الوجدان الشعبي تلبية لرغباته المعايشة، فظلت حية بحياته، تتحرك بحركاته على مدى تاريخه الثقافي والاجتماعي والسياسي و الاقتصادي المحلي، بكل ما تمتاز به و ما تحمله بين طياتها من عراقة و أصالة وواقعية وجماعية، فهي تتعدى الوظيفة التي أراد أن يلبسها إياها البعض حين حصروا ذكرها

وشهدت العائلة نقلة من نمط آخر لم تكن سالمة ولم تكن بريئة أو مجانية، فقد أصابت الذات العائلية في عمق كيانها وفي جسدها الاجتماعي و الثقافي، حيث زلزلت بنيتها الداخلية وفتت عناصرها منتجة بذلك في كثير من الأحيان صراعات عنيفة بين الفرد و العائلة والمجتمع الأمر الذي أدى في كثير من المواقف والمواقع إلى بروز الظاهرة الازدواجية الثقافية والاجتماعية في بعض الممارسات لدى العائلة الواحدة التي أصابها تمزق وانشقاق بين عادات وتقاليد محلية و عادات وتقاليد دخلية أو جديدة سواء المستحدثة منها محليا أو المستوردة بلغة أهل الاقتصاد.

 

وقد لا يتسع هنا المقام لذكر كل العادات و التقاليد العائلية التي ظلت حية و ممارسة في الوقت الحاضر وما يصاحبها من ممارسات و طقوس واعتقادات قد تصل بها أحيانا إلى درجة التقديس،

وفق الله الجميع

 

بقلم/عبدالله سناد فودي

شاهد أيضاً

مالي: تعيين وزير الداخلية السابق رئيسا للوزراء

عين رئيس السلطة الانتقالية بمالي، اليوم، وزير الداخلية السابق اللواء عبد الله مايغا رئيسا للوزراء …