الى وزيرة التهذيب
هُدَى، كثرةُ التدوين معلومةُ العُقبَى .. فلا تُكثري قولاً، ولا تُبعِدِي قُرْبَا
ولا تُطمِعِي في البعد مَنْ كان طامعًا .. ولا تُبطِلِي حَقًّا، ولا تُسدلِي حُجْبَا
ولا تُخلِفِي وعْدًا ولا تتوعَّدِي .. ولا تُوجِعِي ضَرْبًا، ولا تُوقِدِي حَرْبَا
هُدَى، واسلُكي التخفيفَ والرفق منهجًا .. وإياكِ والتطفيفَ في السَّنة الشَّهْبَا
هُدَى، إنَّ في توفير ما هو لازمٌ .. لرأبًا وإصلاحًا كفاكِ به رأْبَا
هُدَى، أغدِقِي كُتْبًا تنير دُروبنا .. وأجهزةً ليستْ إلى غيرنا تُجْبَى
هُدَى، وفِّري في كلِّ قِسْمٍ مقاعدًا .. فكمْ طالب في الدَّرْسِ يفترشُ التُّرْبَا
ولا تنسيِ الأُ ستاذَ إن ظلَّ واقفا .. وأجلَسَه الإعياء، عن نفسه، غَصْبَا
هُدَى، حسِّنِي وضْعَ المدارسِ إنَّها .. بلاقعُ يعوِي الذئبُ فيهنَّ والكلْبَا
خرائبُ، فيها لا مُقامَ لطالبٍ .. وإن ظلَّ فيها، ظلَّ يلعنُها، تبَّا
هُدَى، إن للقرآن والفقه واللغى .. مقامًا، فلا تُطمَسْ معالمُهُ نهْبَا
هُدَى، أنصِفِي من هاجروا وتغرَّبُوا .. عن الأهلِ والأوطانِ، واستسهلوا الصَّعْبَا
إذا هبَّ مِنْ نحْو الجَنوبِ نسيمُهَا .. يفوتُهمُ ذاكَ النسيمُ الذي هبَّا
وإنْ حَلَّ ” أَيَّارٌ”، يَصُبُّ عليهمُ .. مِنَ الحرِّ سوطًا ما أطاقوا له صَبَّا
فإنْ طلبوا التحويلَ لا تمنعيهمُ .. وتُعْطِي ذوي التمكينِ والبذلِ والقُرْبَى
ولا تحبِسي ما يستحقُّون بُرْهَةً .. كما كان دأبُ القوم، إنَّ لهمْ دأْبَا
هُدَى، إنَّ للميدان قومًا، فلا يكنْ .. تفانيهمُ ذنبًا يُجَازَونهُ ذنبَا
هُديتِ إلى الإصلاح من كلِّ وُجْهَةٍ. .. فعَمَّمْتِه شرقًا وعمَّمْتِهِ غَرْبَا
سألنا إله العرش خيركِ كلَّهُ .. وجنَّبَنا كلَّ الشرور التي نأبَى
وصلى على المختار خاتمِ رسله .. صلاة تعمُّ الآلَ والأهلَ والصَّحْبَا
ت/ ح