لافروف: نحترم قرارات قيادة موريتانيا ودورها في الصحراء والساحل

قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في مؤتمر صحفي عقده بنواكشوط اليوم الأربعاء، إن بلاده تحترم قرارات قيادة موريتانيا ودورها في تسوية الأزمات في القارة الأفريقية، وخاصة تلك القريبة منها في الصحراء والساحل.

لافروف كان يتحدث إلى جانب وزير الخارجية الموريتاني محمد سالم ولد مرزوك، وشدد على أن المحادثات التي أجرى مع الرئيس الموريتاني ووزير الخارجية أمس واليوم “كانت مبنية على الثقة”.

وأوضح لافروف أن هذه أول زيارة لوزير خارجية روسي إلى موريتانيا، مشيرًا إلى أنه “كان يجب القيام بها” منذ وقت، ولكنه أضاف أنها تتزامن مع مرور ستين عاما على إقامة العلاقات بين البلدين، ووصفها بأنها “احتفال”.

وقال لافروف إنه تباحث مع نظيره الموريتاني حول “الخطوات التي يمكن اتخاذها لإيصال علاقاتنا إلى مستوى جديد، وأولينا اهتماما خاصا بالجانب الاقتصادي والتجاري”.

وأضاف في هذا السياق أن أهم مجال للشراكة بين البلدين هو صيد السمك، إذ تنشط قوارب روسية في المياه الإقليمية الموريتانية، ولكنه قال إن ذلك “يخلق الظروف الملائمة لتعزيز التعاون، وقد اتفقنا على اتخاذ إجراءات إضافية لجعل هذا العمل أكثر فعالية”، على حد تعبيره.

ولكن لافروف قال إنه خارج إطار مجال الصيد “قليل ما يمكننا أن نفتخر به”، وبالتالي قال إنهم اتفقوا في هذه المرحلة على “تنويع علاقاتنا الاقتصادية، والبحث عن مجالات جديدة للتعاون، واتفقنا على تنشيط العمل المشترك لتطوير المجال الاقتصادي  والتجاري بين البلدين”.

وأضاف أن على المجلس الروسي العربي للتجارة والجانب الموريتاني أيضًا، أن يقدموا مقترحات بمختلف المجالات التي يمكن تطوير التعاون فيها “سواء كان في البنية التحتية أو إنتاج البضائع على الأراضي الموريتانية، أو استخراج الثروات الباطنية”، مشيرًا إلى هذه الاقتراحات سيتم تقديمها لرئيسي البلدين خلال التحضير للقمة الأفريقية – الروسية التي ستنعقد هذه السنة في مدينة سان بطرسبرغ.

وأشار وزير الخارجية الروسي إلى إمكانية أن تحصل موريتانيا من روسيا على منتجات الطاقة والمنتجات الزراعية والحبوب، ولكنه من أجل ذلك “سنعمل باستمرار لتحفيز الأمانة العامة للأمم المتحدة، لمنع العوائق غير الشرعية التي فرضها الغرب أمام مسارات اللوجستية والسلاسل المالية لإيصال المواد الغذائية إلى الأسواق العالمية”.

وقال لافروف في السياق ذاته: “هذا الموضوع يعتبر هاما، وموضوع الطاقة أيضا يهم جميع الدول الأفريقية، وبالاتفاق مع أصدقائنا في القارة، فإن من المواضيع الأساسية للقمة الروسية – الأفريقية ستكون أمن الطاقة والغذاء، ونقل التقنيات لتطوير الصناعات في أفريقيا، وأيضا مجال الصحة، إنها مواضيع حيوية ولا حاجة لإثبات ذلك”.

لافروف أعلن أنه “عبر التعاون مع أصدقائنا في موريتانيا سنزيد هذه السنة من منح الطلاب، بخمسين منحة ستكون موجهة بالدرجة الأولى لدراسة الطب، حتى يطلع الطلاب الموريتانيون على توصل إليه أطباء روسيا من اكتشافات ومعارف على مستوى عالي وسيحصلون على الخبرة الموجودة إلينا”.

وأضاف في السياق ذاته أنه “ابتداء ومن الأسبوع القادم سوف يقدم أطباء من داغستان استشارات للمرضى في موريتانيا”.

وأكد لافروف استعداد روسيا “لتطوير أنواع أخرى من التعاون، منها المجال الإنساني”، مشيرا إلى أن “هنالك وثيقة للتعاون في المجال الثقافي، وأنا واثق من أن هذه الوثيقة سوف تستقبل بشكل جيد من قبل شعبي البلدين”.

وأضاف لافروف أن مباحثاته مع المسؤولين الموريتانيين تطرقت إلى “الوضع في الساحة الدولية، بما في ذلك موضوع الأزمة الجيوسياسية التي سببها استخدام الولايات المتحدة للنظام في أوكرانيا، من أجل التخلص من موانع هيمنتها على العالم، وهذا ما سمعناه من إدارة بايدن، حين أعلن قادة الناتو أنهم لن يسمحوا لأي جهة كانت، روسيا أو الصين، بأي شكل من الأشكال أن تشكك في حق الغرب في أن يفرض إرادته على الجميع”.

وقال لافروف: “نحن نحترم قرارات قيادة موريتانيا، ونأخذ بعين الاعتبار وجهة نظر موريتانيا في قضايا وأزمات القارة الأفريقية، خاصة تلك القريبة منها، وأعني هنا تهديدات الإرهاب في الصحراء والساحل، ومساهمتها في البحث عن حل لأزمة الصحراء، ونحن سوف ندعم أصدقاءنا في أفريقيا انطلاقا من كونهم مهتمون بمساعدتنا لهم”.

وخلص وزير الخارجية الروسي إلى أنه دعا وزير الخارجية الموريتاني إلى زيارة موسكو “من أجل الاستمرار في حوارنا، وتقديم الاقتراحات في كافة الاتجاهات التي اتفقنا عليها ليوم”.

شاهد أيضاً

تقارب اجنحة النظام يزعج معارضة الأمس من سياسيين وإعلاميين

أمس، اتصلت بالأمل قلت له: هل ممكن أن يخرج العطر من الفسيخ والبصل؟ قال: أجل. …