نقلا عن صفحة سيدى ولد اكماس

منذ توليه منصب وزير الشؤون الاقتصادية والتنمية في موريتانيا بين عامي 2008 و2015، ظل اسم الدكتور سيدي ولد التاه حاضرًا في المشهد الاقتصادي والسياسي، بوصفه أحد المهندسين الرئيسيين للسياسات التنموية خلال فترة مفصلية من تاريخ البلاد.
لكن بعد أكثر من عقد من الزمن، آن الأوان لطرح السؤال بجرأة: هل نجح الرجل فعلًا في إدارة الاقتصاد الوطني؟ أم أن فترته تُعدّ نموذجًا لفشل “مقنع” قاده تسويق سياسي وإعلامي؟

من أبرز ما ميز فترة سيدي ولد التاه هو اللجوء المكثف إلى الدين الخارجي.
فقد ارتفعت نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي من حوالي 41.5% في 2007 إلى ما يزيد عن 68% في 2015، بحسب بيانات صندوق النقد الدولي.
لكن المعضلة ليست في الاقتراض بحد ذاته، بل في غياب مردود اقتصادي واضح على الأرض.

أن البلاد دخلت لاحقًا في مسار ضغط مديوني كبير، كشفته تصريحات وزير الاقتصاد عثمان مامادو كان في 2021، حين حذّر من أن موريتانيا “وصلت حافة الخطر” فيما يخص المديونية

لم تنعكس هذه الديون على تحسين فعلي في التعليم أو الصحة.
لم تُسجّل طفرة في خلق الوظائف.
لم نشهد تحوّلًا في بنية الاقتصاد الريعي المعتمد على الحديد والذهب والسمك.

رغم تمويل مشاريع كبرى، مثل توسعة البنية التحتية وتطوير المطار، إلا أن الكثير منها واجه:
تنفيذًا سيئًا أو بطيئًا،
تهميشًا للرقابة البرلمانية،
وغيابًا للشفافية في الصفقات.

صفقة مطار نواكشوط الدولي مثلًا، والتي أُبرمت خلال فترته، ما تزال محل جدل واسع، وسط تساؤلات عن المستفيدين الحقيقيين منها.

مع نهاية فترة ولد التاه في 2015، كانت موريتانيا:
تعتمد بشكل كبير على المنح والقروض،
تواجه عجزًا في الميزانية في حال تقلبت أسعار المعادن،
وتفتقر إلى أي إصلاح هيكلي عميق في المنظومة الإنتاجية.

كل هذه المخرجات تضع علامات استفهام كبيرة على جدوى إدارة الملف الاقتصادي خلال سبع سنوات قضاها على رأس الوزارة.

قد يُنظر إلى سيدي ولد التاه كشخصية تكنوقراطية تتمتع بالكفاءة الأكاديمية، لكنه فشل في تحويل هذه الكفاءة إلى نتائج ملموسة لصالح الشعب الموريتاني.
سياساته افتقرت إلى رؤية إنتاجية، وظلّت أسيرة مقاربة بيروقراطية تنموية مدعومة بالقروض، دون ضمانات للاستدامة أو
إذا كان المعيار الأساسي لنجاح الوزير هو مدى تحسينه لحياة الناس، فإن فترة سيدي ولد التاه لا تبرّر كل تلك القروض التي ستظل الأجيال القادمة تسددها.
لقد أدار الاقتصاد بورقة الدين، دون أن يبني اقتصادًا يُنتج
وهذا هو جوهر الفشل الحقيقي.

شاهد أيضاً

من اخبار الباكالوريا 2025

يشارك أزيدُ من 2700 مشاركا في امتحانات البكالوريا في مدينة نواذيبو التي انطلقت صباح اليوم …