تركيا تحبط انقلابا بسوريا

الانقلاب حقيقي وتم التخطيط له بعناية فائقة وبتدخل ودعم عدد من أجهزة المخابرات الدولية علي راسها روسيا وايران وإسرائيل ودولة عربية تعاضد الجميع علي اسقاط النظام السورى الجديد بما يسمي الثورة المضادة ……
والتفاصيل بدقة شديدة وسرية تم التخطيط ومن فترة طويلة بل وتم الخداع الروسي الاستراتيجي للنظام بقبول التفاوض وارسلت طائرة محملة بالأموال المنهوبة والتي أعادتها روسيا عربون للصداقة وإبقاء القواعد العسكرية .
٠ شكلت ثلاث غرف عمليات احدها تديرها المخابرات الروسية وأخرى إيرانية والثالثة اسرائيلية
* تم توزيع الأدوار علي اربع فرقاء من فصائل اعداء الدولة الوليدة ووضع منهجية لتسهيل الاعتراف الدولي عند نجاح الانقلاب تمثلت في ؛
* وجود زراع سياسي و زراع اخر عسكرى مجلس لإدارة الدولة وقيادة عسكرية للتحرير وحددت الأشخاص والهيكلية الإدارية والتنظيمية والسلطة والمسؤولية .
* اتفق علي ساعة الصفر وبدأت المحاولة في ساعات الصباح الباكر ، حيث تحركت فلول النظام بتنسيق مسبق مع الهجري وقوات “قسد” وكلا له مهام محددة تتكامل معا لإخراج المشهد النهائى .
* كان المطلوب من فلول النظام مهمة السيطرة على اللاذقية والهدف كان بسيطا ومخادعا واضحاً الاستيلاء على المدينة لمدة 24 ساعة فقط، وبهذا تخدع جيش الدولة ببساطة الهدف .
* مما كان سيسمح لقوات المجلس العسكري ومن خلفهم بالتحرك نحو دمشق مباشرة .
*ويسمح لقوات “قسد” بالتقدم إلى حلب بينما تنطلق ميليشيات أخرى من فلول النظام البائد نحو حمص وبهذا يتم أحتمال المدن الثلاثة وتطبيق جيش الدولة وافرادها
* كانت الخطة تعتمد على سرعة التنفيذ والتنسيق الدقيق بين هذه الأطراف جميعا لخلق حالة من الفوضى الشديدة قادرة علي ان تعيد ضباط النظام السابق إلى الواجهة وإعادة جمع الهاربين من الجنود وصغار الضباط للانضمام سريعا
لكن إرادة الله الذى سخر القيادة التركية وجيشها أفسد هذا كله فقد اصطدت الخطة بأنتباه جهاز المخابرات التركي وبرد فعل سريع وقوي
* الجيش التركي تدخل مباشرة حيث قصف مواقع “قسد” في الشمال الشرقي وتشكيلتها المتحركة والمندفعة مما أعاق تحركاتها نحو حلب
* في الوقت نفسه، انتشرت قوات “جيش سوريا الحرة” على الحدود العراقية ووقفت سدا منيعا لمنع أي دعم خارجي من الميليشيات الموالية لإيران بالعراق
* المفاجئة الرائعة والمبشرة بالخير داخل سوريا خرج أهل السنة في مظاهرات واسعة لدعم الحكومة الجديدة معبرين عن رفضهم القاطع لعودة النظام السابق أو أي محاولات لتقسيم البلاد
والأجمل أن حمل الشعب السورى سلاحه ونزل الي الشوارع داعما للحكومة الجديدة والجيش السورى الحديث
* الجيش السوري وقوات الامن بدورهما نفذا عمليات عسكرية دقيقة سحقت فلول النظام في اللاذقية ومنعا إتمام المخطط تمام إلا من بعض الجيوب التي يتم التعامل معهم الآن
“الأطراف المتورطة متعددة ومعروفة ”
* فلول النظام، التي تضم ضباطاً وعناصر من الجيش والميليشيات الموالية للأسد وكانت هي القوة المنفذة الرئيسية في اللاذقية
* المجلس العسكري والهجري لعب دوراً محورياً في حشد قواته لدعم الانقلاب من الجنوب
*أما ميليشيا “قسد” فقد وفرت الدعم العسكري من الشمال الشرقي، مستغلة سيطرتها على مناطق واسعة لمحاولة خلق جبهة جديدة ضد الحكومة وهذا جعلها فريسة للجيش التركي بما صنعته أيديها ووفرت الزريعة لضربها وسحق قوتها المتحركة والمشاركة في الانقلاب
نتائج المحاولة الانقلابية الفاشلة
_ لا شك أن الدور التركي كبير ومحمود ومشكور ولولا الله قيدهم لكان الأمر صعبا جدا
_ فشل الانقلاب كان حاسماً والجيش السوري سحق القوات المهاجمة في اللاذقية ، بينما أدى القصف التركي إلى تشتيت “قسد” وإضعاف موقفها
_ انتشار “جيش سوريا الحرة” على الحدود العراقية قطع أي أمل في تدخل خارجي ،
_ خروج جماهير أهل السنة والوطنيين السوريين عزز الدعم الشعبي للحكومة وجعل الشارع سدا منيعا لحركة الانقلابيين
_ كانت ليلة عصيبة وبحلول منتصف الليل كانت السيطرة قد عادت بالكامل إلى القوات الحكومية ، وأعلن عن أسر عدد من العناصر المتورطة في العملية ..
الخاتمة
# لعل كانت هناك محاولة لاختيار احمد الشرع وربما تتبين تفاصيلها لاحقا
# محاولة الانقلاب أظهرت أن التحديات أمام الإدارة السورية الجديدة كبيرة وكثيرة ولم تنته بعد مسئلة الانضباط والسيطرة الكاملة علي الدولة
# لا شك أن دولة الأسد وفلولها واعوانها موجودين ومن الصعب دمجها بالدولة وايضا من الصعب جدا اقصائهم أو انهائهم ولكن يمكن اضعافها وخاصة عند جمع رؤس الفتنة ومحاكمتهم
# تركي داعم و الرد السريع من الجيش التركي كان مهما ولكن الي وقت ما يجب أن تعتمد الدولة الوليدة علي قواتها وجيشها
# “جيش سوريا الحرة” والشعب السوري أثبت أن هناك إرادة قوية للحفاظ على المكاسب التي تحققت بعد سقوط النظام البائد
كلمة أخيرة
الحادثة تؤكد ان الخطر قائم و رغم خطورتها ، فشلها عززت موقف الحكومة وأكدت أن أي محاولة لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء ستواجه مقاومة شرسة من الداخل والخارج ولكن ربما لن تكون الأخيرة لو لم تتخذ الحكومة السورية خطوات جريئة وسريعة لواحد الفتنة وجمع رؤس الفتنة جميعا في صعيد واحد ومحاكمتهم ثم سرعة إعلان العفو العام عن المستضعفين من اتباعهم وخاصة من لم تلوث ايديهم بالدماء ..
_ايضا ضرورة إعادة النظر في العلاقات الخارجية وخاصة روسيا
_ضرورة كسب دعم الدول العربية وخاصة الخليج والمغاربة
_ تحييد إسرائيل ولو مؤقتا من خلال الدول الخارجية وخاصة بناء علاقات موازنة مع الصين والباكستان والافغان ودول الاتحاد الأوربي
_إعادة تنظيم الجيش والسيطرة علي مراكز التدريب والكليات العسكرية والاستعانة بالخيرات العسكريين السوريين الوطنيين الغير موالين لنظام الأسد وغيرهم من الدول الأخرى
^سرعة إيجاد نظام سياسي وطني مؤمن بالدولة السورية وحكم الإسلام الوسطي الرشيد .
كل الأماني والدعوات بالتوفيق لأحرار سوريا والشعب السورى الرائع والجميل

محبكم
د. خيري ابوالعطا

شاهد أيضاً

المحظرة الكبرى فى انيمجاط (بداية التدريس)

أشرف الخليفة العام للطريقة القادرية في غرب إفريقيا الشيخ عبد العزيز بن الشيخ آياه صباح …