حزب الصواب: نتائج الباكلوربا كارثية

قال حزب الصواب إن نتائج الباكلوريا التي أعلنت ظهر الجمعة “كارثية”، مؤكدا أن التعليم تحول خلال العقدين الماضيين إلى “جرح مفتوح داخل الجسد الوطني”.

وأضاف الحزب في افتتاحية نشرها اليوم الأحد أن كل الوصفات عجزت عن إنقاذه منذ 1999 رغم ما امتصت فواتيرها من ميزانيات ضخمة، وما نُهِبَ تحت شعاراتها من قوت الفقراء والمعوزين، وبقيت رتوشا يقود كل إصلاح جزئي منها إلى فساد كلي، ولا يرى أصحابها في مشكلة من مشاكله الكثيرة إلا نصفها ليسقطوا في النصف الآخر”.

وقال الحزب إن ما يزيد على 40 ألف تلميذ لم يحصلوا على المعدل المطلوب في الباكلوريا، “وابتلعهم في الطريق إليها غول الفشل التربوي، ودفع بهم جماعيا لمصير مظلم، ارتداداته الكارثية يزداد حبلها التفافا حول ما بقي من مجاري التنفس في عنق الدولة والمجتمع”.

وشدد الحزب على أنه “لا أحد بدرجة من الغباء اليوم يمكنه أن يتصور وجود برنامج للإصلاح الاستراتيجي للتعليم مطروحا على الطاولة، لكن الجميع ينشد ويرجو التوقف عن السير في النفق المظلم، ووقف نزيف بيانات الهدر المدرسي التي تعزف سمفونيتها الجنائزية بعد كل إعلان لنتائج الباكالوريا”.

وأشار الحزب إلى أنه “على مدار عقد كامل لم تتجاوز فيه نسبة النجاح 8%، في حين وصلت في المغرب والجزائر وتونس إلى 68% وتجاوزت في دول الخليج العربي 80% وقاربت في فرنسا واليابان 100% ولم تنخفض معدلاتها في دول القارة الافريقية جنوب الصحراء عن 30%”.

ولفت الحزب إلى تكرر ما وصفها بالكارثة “في ظل استسلام مجتمعي كامل؛ استسلام القطيع لسكين الجزار، وتطبيع رسمي مع فشل مدوي يحتم استمراره تدمير عقول مستقبل البلاد، وحاضرها وثروتها المؤكدة”.

وتحدث الحزب عن “ثلة قليلة تمكنت من نهب الثروة على حساب أنين وصرخات عامة الموريتانيين قادرة على دفع تكاليف دراسة أبنائها في الخارج، وأدارت ظهرها للمدرسة العمومية، ولم يعد يقصد أطلالها الخربة إلا أبناء الفقراء أو من هم في حكم الفقراء”.

ورأى الحزب أن أبناء “طبقة الناهبين الفاسدة”، تمثل “النسبة الأكبر من معدل النجاح الهزيل 08% في باكلوريا هذا العام والسنوات الطوال التي سبقته نتيجة لما توفره لأبنائها من متابعة ودروس تقوية هنا أو في الخارج وما تدفعه من أموال طائلة لذلك”.

وأردف الحزب في افتتاحيته: “إنها ذات الطبقة التي تعمدت تعويم التعليم العمومي مثلما تعمدت تعويم العملة الوطنية والقيم والأخلاق، وأصرت بسياساتها أن لا تترك لـ93% من فلذات أكبادنا غير العدم والإحباط واليأس والبطالة، وأفق لا ينطوي على غير المغامرة والجريمة وعصاباتها المحلية والدولية”.

وذكر الحزب بأن أهم ما كانت تقدمه المدرسة العمومية هو شهادة الثانوية العامة لأبناء الفقراء، حيث ظلت البكالوريا حلما ومكسبا طبقيا لكثير من أبناء الهامش الاجتماعي قبل أن يتم الإجهاز عليها في العقدين الماضيين.

شاهد أيضاً

مالي: تعيين وزير الداخلية السابق رئيسا للوزراء

عين رئيس السلطة الانتقالية بمالي، اليوم، وزير الداخلية السابق اللواء عبد الله مايغا رئيسا للوزراء …