في خطوة تعكس إرادة سياسية قوية وعزماً راسخاً على إحداث تغيير حقيقي في واقع المواطنين، أصدر فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، اربعةتعليمات صارمة تتعلق بتنفيذ البرنامج الاستعجالي لتنمية مدينة نواكشوط. هذه التعليمات تشكل خارطة طريق واضحة المعالم، تهدف إلى ضمان تنفيذ البرنامج بشكل فعال، سريع، وشفاف، بما يواكب تطلعات المواطنين ويستجيب لحاجياتهم المتزايدة.
وبتنفيذ من حكومة معالي الوزير الاول السيد المختار اجاي
أولاً: التنفيذ في أقصر مدة ممكنة
شدد فخامة الرئيس على أن السرعة في الإنجاز ليست فقط مطلباً فنياً، بل هي استجابة ضرورية للواقع الاجتماعي والاقتصادي الذي يعيشه سكان العاصمة. إن التأخر في تنفيذ المشاريع كثيراً ما يفقدها جدواها، لذلك فإن الحرص على تسريع وتيرة الأشغال يعكس إدراك الرئيس العميق لأهمية الوقت في عملية التنمية، وحرصه على تجنيب المواطنين الانتظار الطويل لتحقيق أبسط الحقوق.
ثانياً: الالتزام التام بدفاتر الالتزامات
هذه التوجيه تؤكد أن الجودة والاحترام الصارم للمعايير الفنية والإدارية ليست خياراً، بل هي شرط أساسي في كل مشروع. فدفاتر الالتزامات تمثل العقد الذي يضمن للمواطنين أن ما يتم تشييده أو تنفيذه سيكون مطابقاً لما هو مخطط له، سواء من حيث المواصفات أو المدة أو التكلفة، وهو ما يعكس رغبة الرئيس في ترسيخ ثقافة الحوكمة الرشيدة.
ثالثاً: الشفافية في إبرام الصفقات
في ظل الحاجة الملحة لاستعادة ثقة المواطنين في الإدارة، تأتي هذه التوجيهات لتؤسس لمرحلة جديدة من الشفافية والمصداقية. الشفافية تعني أن كل صفقة عمومية ستُبرم وفق معايير واضحة ومعلنة، بعيداً عن الزبونية أو المحاباة، ما يفتح الباب أمام المنافسة النزيهة ويضمن توجيه المال العام إلى مستحقيه الحقيقيين.
رابعاً: المتابعة الحكومية الميدانية
الرسالة هنا واضحة: لم يعد مقبولاً الاكتفاء بالتقارير المكتبية، أو المتابعة عن بعد. فخامة الرئيس يريد من أعضاء الحكومة والسلطات الإدارية أن يكونوا حاضرين ميدانياً، يشرفون بأنفسهم على سير الأشغال، ويتابعون مراحل التنفيذ خطوة بخطوة، وهو ما يعطي دفعة قوية للمشاريع، ويمنع التراخي أو التهاون في إنجازها.
رؤية واعدة لمستقبل نواكشوط
إن هذه التوجيهات الأربع تشكل مجتمعة نهجاً متكاملاً في الحكم، يعتمد على الجدية في التخطيط، الصرامة في التنفيذ، والشفافية في التسيير. وهي تمثل امتداداً لنهج الرئيس الغزواني القائم على جعل المواطن في صلب الاهتمام، والعمل على تحسين ظروفه المعيشية في أسرع وقت ممكن.
فالعاصمة نواكشوط، التي ظلت تعاني لسنوات من اختلالات عمرانية وتنموية، تقف اليوم على أعتاب مرحلة جديدة من التحول والتجديد، عنوانها الأمل، وركائزها العمل الميداني الجاد، والمراقبة المستمرة، والعدالة في توزيع الموارد.
هذه لحظة مفصلية ينبغي أن تتضافر فيها جهود الجميع: حكومة، مؤسسات، ومواطنين، من أجل أن يتحول البرنامج الاستعجالي إلى نموذج يحتذى في بقية مناطق الوطن