تدونة واد بلال عن تجربته مع الباكلوريا قبل 53 سنة

نص التدوينة:

«البكالوريا قبل 53 سنة من الآن،

أهم حدث عشته وأجله وأعظمه قدرا عندي كتلميذ في القسم النهائي عام 1967 بعد حرب الأيام “الستة” هو بلا شك: تنظيم الباكالوريا والمشاركة فيها. حدث جلل محفور في ذاكرتي بكل تفاصيله وأفراحه وأتراحه.. وسيبقى كذلك إلى يوم القيامة.. قصة”الباك” تبدأ من مطار انواكشوط وتنتهي بإعلان النتائج من أمام مكاتب إدارة الثانوية.

يوم 18 – 6 – 1967 شهد مطار انواكشوط وصول عدد من الشخصيات البارزة ورفيعة المستوى لاستقبال بعثة “البكلوريا” القادمة من دكار على متن طائرة خاصة من نوع DC3 يتقدمهم الأمين العام لوزارة التهذيب الوطني ومدير التعليم الثانوي والأستاذ المبجل و الوالد الموقر محمذن ولد باباه مدير ثانوية انواكشوط ومعهم الملحق الثقافي في السفارة الفرنسية السيد ألبير ((Albert).

و كانت المدرسة كلها على علم بموعد وصول الطائرة.. وبعض التلاميذ المتحمسين جدا ذهبوا لمعاينة حدث وصول بعثة الامتحان من مشرفين ومراقبين ومصححين و معهم “الاختبارات” و”المواد” الثمينة.. وبعد مراسم الاستقبال في المطار، انطلقت سيارات الوفد إلى الثانوية تحت حراسة أمنية مشددة. ولن أنسى ذلك الموكب المهيب والمشابه لموكب رئيس الجمهورية المختار ولد داداه (رحمه الله) وفرقة الدرك الوطني المحمولة على الدراجات النارية التي ترافقه.

واحتشدنا نحن التلاميذ أمام مكاتب الادارة والبيوت المجاورة التي نزلت فيها البعثة و”ومواضيع الامتحان” و “الاختبارات” في الوقت الذي كثفت فيه قوات الحرس والشرطة الإجراءات الأمنية حول منطقة الثانوية ومدرسة تكوين المعلمين. استقبلنا البعثة بمزيج من. الترحاب والقلق والتضايق والأرق..

واكتفى الضيوف بتوزيع الابتسامات والتلويح باليدين. وأذكر أن المدير العام أستاذنا و والدنا محمذن ولد باباه حفظه الله كان مرفوقا بالأستاذ “سَيْ عمار Sèye Omar” مدير الدروس (رحمه الله)، والأستاذ محمد ولد اعل سالم المراقب العام، حفظه الله.

بدأ الامتحان في اليوم الموالي 19-6 تحت إجراءات تفتيش ومراقبة مشددة. أعتقد أننا كنا نحو 50 مترشحا موزعين بين 3 شُعب، هي: الرياضيات (Mathématiques Élémentaires) و العلوم التجريبية (Sciences Expérimentales) و الفلسفة(Philosophie). وأعتقد أنها كانت آخر مرة تنظم فيها باكالوريا بهذه العناوين المعروفة اختصارًا ب: Maths-Elem و Sciences -Ex و Philo.

انتهى الامتحان مساء يوم الاربعاء 21 .. بلا ضجيج ولا نجوى. وبدأت فورا عمليات التصحيح في عين المكان.. ثم كان يوم الجمع، اليوم الأكبر ، يوم النتائج.. السبت 25 في حدود الساعة 7 مساء. قام أحد أعضاء البعثة (أستاذ فرنسي طاعن في السن)، وقف أمام مكاتب الإدارة محاطا بلفيف من الشخصيات ليعلن النتائج قبل عرضها على لوحة الاعلانات.

ولمن يهمه الأمر، في الصورة جزء من اختبار باكالوريا (شعبة الرياضيات) في انواكشوط (دورة يونيو 1967)»..

شاهد أيضاً

وزارة التهذيب تشكل لجنة من كبار موظفيها للحوار مع النقابات (وثيقة)

وقع الأمين العام لوزارة التهذيب سيدي ولد مولاي مذكرة عين بموجبها عشرة من كبار موظفي …